خالد الربيعان
استطاع المستثمرون العرب إحكام قبضتهم على أكبر الأندية الأوروبية وذلك بعد أن وجدوا أنها أفضل وسيلة لتحقيق الربح على مستوى العالم، حيث تغيّر مفهوم الرياضة في السنوات الأخيرة بعد أن تحوّل إلى قطاع اقتصادي مستقبلي رئيسي يمكنه المساهمة في ازدهار البلدان من الناحية الاقتصادية فلم تعد الرياضة مجرد نشاط ترفيهي اجتماعي يستهدف بناء الإنسان نفسياً واجتماعياً، بل أصبحت نشاطاً اقتصادياً يحتمل الربح والخسارة وهذا ما أدركته الدول الصناعية الكبرى فأصبحت تتعامل مع الرياضة كصناعة حقيقية تدخل فيها استثمارات ورؤوس أموال.
ولو تحدثنا عن اتجاه شركات الاتصالات على مستوى العالم نجدها هي السابقة بمحاكاة الشباب ورعاية أكبر الأندية سواء المحلية في بلدها والأوروبية على سبيل المثال اتجاه شركتي الاتصالات السعودية وموبايلي ورعايتهم أكبر الأندية العالم مثل مانشستر يونايتد الإنجليزي وريال مدريد وبرشلونة الإسباني بأسعار ومبالغ خياليه ولكن إذا نظرنا إلى مردود هذا فإننا سنجد أن هذه الشركات قد حققت أرباح ضخمه بعد عقود الرعايا مع هذه الأندية.
وإذا أردنا وضع مقارنه بأنديتنا السعودية فسنجد الوضع مختلف تماماً فالأندية ومندوبيهم هم من يلهثون خلفهم على الرغم من أن المردود قليل عند المقارنة مع الأوروبيين، بل يكاد يكون معدوماً وشركات الاتصالات لدينا ينسحبون بسبب عدم إبداعهم وعدم فهمهم طريقة تسويق وابتكار بيئتهم السعودية وإيجاد البرامج الخاصة مع الأندية.
الكثير يعتقد أن سلعة كرة القدم في أنديتنا غير مجدية والمفروض في رعاية الأندية المنفعة تكون متبادلة بين النادي والراعي فمن يصدق أن الساحرة المستديرة التي تخطف الأضواء والقلوب في العالم لا تجد سوقاً رائجة في أنديتنا وأن شركات الاتصالات باتفاق فيما بينهم فيما أظن يهربون منها ومن يصدق أن الملايين التي تدفعها هذه الشركات للأندية في أوروبا بهذه الجرأة تكون مغرية ورياضتنا ليست كذلك .
لذا هل شركات الاتصالات لم تفهم السوق الرياضي السعودي؟ ونسأل أنفسنا متى تصل إلى هذا المستوى من الاحتراف ونرى ماذا يوجد عندهم ولا يوجد عندنا، نعم التجارب في الدوري السعودي نجحت إلى حد ما في التسويق وجلب الرعاة وجنت شركات الاتصالات منها الملايين كـ ( STC- موبايلي - زين ) لكن هذه الشركات انسحبت، وكأن حالهم يقول: (دعونا نجعل الأندية السعودية تتأدب ونجعلها تسير بما نريد مستقبلاً).
أخيراً المفارقة مؤلمة حين نجد هذه المبالغ الضخمة السعودية لا يستثمر جزء منها في الأندية السعودية وتحديداً كرة القدم . لذا أتمنى من جميع شركات الاتصالات أن ترجع وتعيد النظر في إعادة تعزيز الاستثمار في منظومة الرياضية السعودية وجعلها جزءاً من استثماراتهم الكبيرة التي في الخارج .
فكر خارج الصندوق
عندما ترعى ناديا أو دورياً لا تكون تقليدياً في برامجك للشباب أو الجيل الجديد لأنك لن تنجح... نعم لن تنجح... لكي تنجح أقولها لك باختصار: فكر خارج الصندوق فقط .