محمد عبد الرزاق القشعمي
عرفته مع بدايات إقامة المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالرياض؛ إذ كان من أوائل من يدعى ويحضر، وكان ممن يحرص على لقاء الأدباء، وبالذات الشيخ حمد الجاسر.
ووجدته في زيارته للباحة مرافقاً لمجموعة الأدباء المدعوين لحضور تكريم الروائي عبدالعزيز مشري - رحمه الله - بجمعية الثقافة والفنون بالباحة عام 1418هـ، رغم أنه كان نائباً لرئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بالباحة، وأن النادي قد رفض تكريمه بدعوى أنه حداثي.. ومع ذلك أجد السلوك - رحمه الله - مرافقاً للضيوف القادمين من أنحاء المملكة، وقد رأيته في صالة الفندق في وقت متأخر من الليل وقد أخذه النوم على الكرسي، كل هذا وكأنه يكفّر عن رفض النادي. وفي المهرجان الوطني للثقافة والفنون في العام نفسه جاء إلى الرياض، ودعوته لزيارة مكتبة الملك فهد الوطنية، والتسجيل معه ضمن برنامج (التاريخ الشفهي للمملكة)؛ فرحب مشكوراً؛ وتم التسجيل معه لمدة ساعتين. ويسرني أن أدعه يحكى لكم ملخصاً لما كتبه بقلمه:
«علي بن صالح السلوك بن محمد الزهراني، من مواليد قرن ظبي ببلاد زهران عام 1360هـ. درست في (الكُتَّاب) لدى إمام مسجد قريتي لمدة عامين 1370هـ و1371هـ، وعندما أُنشئت مدرسة قرن ظبي عام 1372هـ التحقت بها، وكان لديّ رصيد جيد من القراءة والكتابة؛ فقد حفظت قسماً كبيراً من القرآن الكريم. اختلفت مع مدير المدرسة (سعد بن الشيخ الغامدي)؛ فانتقلتُ إلى مدرسة بيضان على بعد ثلاثة أكيال من قريتي، وكان ذلك منتصف عام 1372هـ. كنت بعد العودة من الدراسة أساعد والديّ في الزراعة ورعاية الأغنام. وجدت من مدير المدرسة الجديدة (أحمد بن بخيت الغامدي) - يرحمه الله - كل تقدير ومحبة؛ فقد وضعني عريفاً للفصل، ومساعداً له حين غيابه بحكم تعليمي السابق في (الكتّاب)؛ إذ كان هو المدرس الوحيد في تلك المدرسة.
كما وجدت من الشيخ عطية بن علي الصغيّر (شيخ قبيلة بيضان ومالك دار المدرسة) كل عناية واهتمام؛ فكان - يرحمه الله - يدعونني يومياً لمشاركة أبنائه في فطورهم؛ لأنه يعدّني ضيفاً على قريته.
تركت الدراسة عام 1375هـ دون رغبة والدي - رحمه الله - وسافرت إلى مكة المكرمة طلباً للعمل، وعملت لدى الشيخ سليمان الصيخان في محل لبيع المفروشات الصوفية (الزل)، وكنت محباً للقراءة والكتابة، وهناك وجدت ضالتي في تنمية حصيلتي العلمية عن طريق الاطلاع على شتى المعارف، وحضور بعض حلقات العلم في الحرم المكي الشريف.