الإهداء / إلى تلك الأمنية التي قد لا تتحقق!!!!
فجراً
أمطرت السماء
المطر يزداد....يزداد ..يزداد
وأنا لوحدي ...
شعور الوحدة يقتلني
لماذا أتذكره الآن !!!
كيف رحل وتركني !!!
رحل وترك بطاقته الشخصية معي
جواز سفره ...
نظارته ...قلمه ...أوراقه ...جميع أشيائه ...
رحل جسده وبقي قلبه !!!
بقي كأس الشاي الذي كان يحتسيه معي مساء
وأوراق النعناع!!!
بقيت حبات السكر التي بجوار فنجانه
وملعقته التي يحرك بها فنجان الشاي !!!
رحل مغاضباً لي
تركني في بحر لجي من الأسئلة
لماذا صنع بي ذلك
لماذا تركني على قارعة الطريق
وسار لوحده ...
وجميع من حولي يرى دموعي
رحل وأنا أحاول جاهدة أن أتمسك بطرف «شماغه»
لكنه يسحبه بقوة من بين يداي الضعيفتين
يسمعهم وبصوت عال اتركيني !!!!
مللت ...مللت ...مللت
تركني ولم يع صعوبة أن يتركني
قاربي مثقوب
مجدافي مكسورتان
جمجمتي ....مليئة بأسئلة لا أجوبة لها !!!
وعلامات التعجب تنافس علامات الاستفهام في أوراقي !!!
ترجيته أن يعود
بيتي جدرانه متهالكة
المطر يملأ حجراته
من معي يتضورون جوعا لفقده
يحتاجون خبز حنانه
وشربة ماء في وجوده
وعبارات دافئة تقيهم صقيع الحياة البارد
ووحشة الملامح
وبرودة الأسئلة
وسكاكين الدهشة !!!
رحل ونقل فرحي إلى العناية المركزة
لحظاتي تنزف لفقده
وأفكاري كلها تبحث عنه
وحروفي بدون أن يسمعها طلاسم
لغتي لم تعد تمتلك من الثمانية والعشرين إلا حروف اسمه
خنجر فقده في خاصرة عمري
ومازالت أيامي تنزف وتنزف وتنزف
رحل وليته لم يرحل
مرايا بيتي تسألني عنه
دولاب ملابسه يفتقده
ملابسه تحن إليه
المبخرة
العود
وقطع الجمر التي مازالت متقدة تنتظره
فناجين القهوة
كاسات الشاي
دلته وإبريقه
«مقداع» تمرته
مركاه
مسبحته
صفحات جريدته
كلها كما هي
أنفض عنها الغبار
أسمعها سيعود
وأنا أعلم يقينا أنه لن يعود
وإن عاد فلن أعود كما كنت !!!!
رحل ومازلت أغلي ماء الإجابة
لملامح تسألني عنه
تستثيرني بالأسئلة
فأكتفي بالحوقلة
لعل القادم أجمل
لعل هذه الأسئلة تجد لها أجوبة مقنعة
ولعل الحديث ينتهي بنقطة لا بعلامة استفهام
رحل وما زالت ذكرياته تحاصرني
توقظني ليلا
تهزمني نهارا
كل شيء اقتسمه معي
حتى ساعات يومي
دقائقه وثوانيه
لحظاتي كلها
تفكيري كله معه
وأنا بدونه كفارس أعزل في ساح الوغى !!!!
رحل فهل سأعود بعده أنا أنا
وهل سترتدي أيامي قميص الفرح
وهل سيغني أطفال قلبي أهازيج الأمل
وهل سترتفع البالونات وتتطاير «قراطيس» الحلوى
وهل ستستحيل كل المساحات الصحراوية إلى خضراء معشبة
وهل ستتراقص عقارب ساعتي
وتهتز أساور يدي
وتتمايل نسمات الهواء من حولي
وهل سينتشر العطر كفارس مغوار
وهل ستنتهي الأسئلة
ويصبح الصمت أبلغ من كل حديث .....
هل سيعود وهل سأعود .....
سؤالان لا إجابة لهما إلا الصمت .............!!!!
- د. مريم بنت خلف العتيبي