«الجزيرة» - محمد المرزوقي:
يُسدل مساء اليوم معرض الرياض الدولي للكتاب 2017م، الستار على ختام دورته لهذا العام، بعد أن عاشت معه مختلف فئات المجتمع نزهة ثقافية خلال أحد عشر يوماً، فيها الكثير من "التنوع" والتناغم الثقافي في مختلف الفنون التي يحفها الكتاب، وتزفها المبادرات، وتتداخل معها بتناغم جذّاب ومشوّق الورش والفعاليات، وتتكامل فيها مختلف الجهات الحكومية الأمنية، والثقافية، وذات العلاقة بهذا المحفل الوطني العربي، الذي تحتضنه كل عام عاصمة الثقافة ورياض الحضارة، حيث أصبح هذا العرس وجهة الناشر العربي، والقارئ السعودي بمختلف شرائحه الاجتماعية من مختلف مناطق المملكة، لما أصبح يمثله معرض الرياض من نجاح متواصل وتطوير مستمر على مختلف مستويات الإعداد لهذه المناسبة الثقافية في حضرة الكتاب.
لقد جسَّدت هذه الدورة العديد من شواهد التطوير، ومظاهر التجديد، التي من شأنها الإسهام في تقديم معرض الرياض خطوات أخرى بين معارض الكتاب العربية، ليظل في صدارة تطلع الناشرين والقراء، وعشاق الثقافة بمختلف فنونها، التي أخذ المعرض على الاعتناء بتقديمها بمفهوم الثقافة الواسع، التي مهما تنوعت فنونها، واختلفت مشاربها، إلا أنها تلتقي في الكتاب، الذي ما زالت وزارة الثقافة والإعلام، ممثلة في وكالتها للشؤون الثقافية، تبني في كيانات تطوير هذا المحفل الثقافي، وفق معايير تضبط إيقاع هذا العرس، وتضمن الإضافة والتجديد، وتنهض بمختلف أجنحة "نجاحه" ليظل محلقاً في صدارة فضاء خارطتنا العربية الثقافية، ما جعل من تلك المعياريات متجلية (المدى) في نوعية الدور المشاركة، بعيداً عن "غنائيات" الكم والأرقام التي لا تنتج أثراً، ولا تلبي طموحاً لناشر.. أو لقارئ.