د.عبدالعزيز الجار الله
مسودة أي مشروع كتاب له نفس خاص، ومذاق مشبع بطعم الأمل؛ لأنه ابن جديد للمؤلف. فقد تلقيتُ من د. محمد الفايز عميد كلية التربية البدنية السابق ومؤسس الكاراتيه في السعودية كتابًا، سيصدر قريبًا: (العلاج بالطبيعة والرياضة). فعندما اقتربت من البطل الرياضي، وأطلت النظر في ملامح وجهه عن قرب، كأني أرحل في أزمنة قديمة، ليست بفعل السنين، وإنما بعض الشخصيات تربطك بحِقَب وأزمنة ماضية.
كتب الفارس محمد الفايز في مقدمة كتابة (العلاج بالطبيعة والرياضة) ملخص ما يود قوله: التداوي ليس بالأدوية فقط إنما الاتجاه لموجودات البيئة من الماء والشمس والتغذية الصحية والالتزام بالصلاة في موعدها، خاصة صلاة الفجر عبادة وتوازنًا نفسيًّا، والرياضة في سن مبكرة، وعدم السهر.. جميعها تجنبك تناول الأدوية الكيماوية والمرض العضال بإذن الله. وكأنه يقول: الأكل الصحي وموجودات البيئة الطبيعية والرياضة تبعدك عن زيارة الطبيب المتكررة وغرف المستشفيات. وهي معلومات خبير، مارسها أكثر من (50) سنة، وما زال على هذا الجدول اليومي، وتكيفت حياته على توازن الرياضة والغذاء وما توفره البيئة.
بدأ كتابه بحكايته الماضية: مارست الرياضة الجادة وعمري (15) سنة، وساهمت عام 1375هـ (تقريبًا عام 1955م) في تأسيس نادي الرائد في حي العكيرشة ببريدة، واسمه سابقًا الأهلي، وأكملت دراستي العليا في أمريكا عام 1382 - 1962، وكنت قد تشرفت أن أكون أول سعودي يحصل على الحزام الأسود 1969م، وأول من أدخل لعبة الكاراتيه للسعودية عام 1969م.
هذه البواكير الأولى في النشأة، وما رافقها من وعي مبكر والتعلق بالرياضة الصحيحة، لها تأثير على بناء الجسم وتحقيق الطموحات والنجاح. هذا الرجل الفايز الذي غزاه الشيب، وحوّله أشيب بملامح شباب، ينتمي إلى جيل الحجر والطين.. ونحن امتداد لهذا الجيل إلا من وُلد في الثمانينيات الميلادية؛ إذ الدورة الاقتصادية الأولى. فالفايز هو نفسه الوجه الجسور والكاسر والملامح الجادة.. هو نفسه فايز السبعينيات الميلادية يقاتل بيدين وقدمين عاريتين كاشفًا عن شعر رأسه الكثيف. عوده لا ينثني، كنخيل خبوب بريدة في الوقوف والثبات، وكالأثل متجذر بالأرض، يغوص في رمل الكثيب اليابس.. لا ينكسر ولا يخبو؛ لذا جاء الكتاب يحمل (غمرًا) من الرسائل، منها: طعامك هو دواؤك، ودواؤك هو طعامك.