أمل بنت فهد
لو تسلل غريب أو غريبة إلى بيتك دون علمك.. ليعيش عالة عليك دون أن تشعر.. ويخالط عائلتك بكل أريحية.. رغماً عنك.. وأهلك يتسترون عليه بدافع المنفعة.. أو بدافع العاطفة والرحمة.. فما هو موقفك؟
هذا ما يحدث تماماً حين نتقبل وجود المخالف على أرضنا.. الوطن دارنا.. فكيف نرضى ولا نرتاب فيمن دخل إليه خلسة.. كيف نمنحه الأمان؟ كيف نقبل وجوده الذي لا نعلم عنه شيئاً.. من أين أتى! وكيف إلينا وصل! أليست هذه خيانة للوطن؟ أكبر من أن نسميها سذاجة وطيبة.
الوطن يقبل من يدخل من الباب.. ويحترم وجوده على أرضه.. ولم يمنع أحداً إن كانت نيته صريحة وواضحة.. الدخول الشجاع.. الصريح.. الدخول الذي لا يخفي خلفه الظنون.. أما الداخلين من الشبابيك.. والمتسللين.. فإنهم في بؤرة الشك لا يمكنهم الخروج منها.
تسعون يوماً فرصة لإبراء الذمم.. تسعون يوماً فرصة لإثبات الوطنية.. تسعون يوماً كافية لنفرق بين الخبيث والطيب.. تسعون يوماً مهلة ليوضح المخالف نيته.. تسعون يوماً لتقول الوطنية كلمتها على لسان كل مواطن يعرف مخالفاً ويتستر عليه.. بأي ذريعة كانت.. حتى وإن كانت تحت عذر (قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق) لأنها تسعين يوماً يمكنه فيها أن يصحح وضعه.. ويظهر للنور دون خوف من العقاب.. أو القانون.. هو في مهلة الأمان.
أيها المواطن الطيب.. قبولك للغريب على أرضك وأنت تعلم أنه دخل إليه بطريقة اللصوص.. شراكة في الجريمة.. لذا قدم واجبك تجاه وطنك وبلغ.. وجود المخالف شرٌ وقنبلة منزوعة الفتيل.. وسيطرة على أبواب الرزق التي هي من حقك وحق أبنائك وأهلك.. وافتعال للجرائم.. وفوضى ليس لها أول ولا آخر.
أما المتستر على المخالفين.. فهو لا يستحق أن يكون مواطناً.. هو ذراع الغدر التي فتحت لمجهولي النية والمصدر بأن يتصدروا ويتصيدوا الفرص.. إنه أولى بالبلاغ.. إنه خائن للوطن.. خائن لنا جميعاً.
أهلاً بالمقيم النظامي.. أهلاً بمن حضر وهو سافر عن مقاصده.. يبحث عن الرزق ويساهم في التنمية.. أما المخالف.. فلا عذر له اليوم.. إن كان تورط وأسقط في يده.. فإن وطني يمنحه فرصة ليعود لأرضه دون تبعات.. ويمكنه العودة نظامياً.. أكثر من هذا الكرم.. لا يوجد.
وأخيراً.. أتمنى من الجهات المعنية أن تضرب بيد من حديد على يد الغريب المخالف.. وأقوى منها على يد المتستر الخائن.
حفظك الله يا وطني.