د. عبدالرحمن الشلاش
التوجيه الكريم من القيادة الرشيدة بضرورة المسارعة بمعالجة التعصب الرياضي والإساءات في الإعلام الرياضي بأنواعه جاء مفرحا للعقلاء أولا والمتضررين ثانيا وكأنه بارقة أمل وطوق نجاة من الوضع المزري الحالي والذي لا يرضي حتى الجماهير المتحمسين لأنديتهم في مدرجات الملاعب، بل أن كثيرا من الجماهير المتعقلة باتت تسخر من بعض الإعلاميين المتعصبين في البرامج الرياضية في القنوات الفضائية والإذاعية ومواقع التواصل الاجتماعي والصحف الرياضية والملاحق، وبالذات أن من هؤلاء من بلغ من العمر عتيا. كتاب زوايا رياضية ينفثون سموم تعصبهم من أكثر من أربعة عقود ومازالوا إلى يومنا هذا مستمرين على نهجهم برغم أن الإعلام الجديد قد عراهم وكشفهم أمام الناس حتى أنك تجد من الجماهير من هو أكثر وعيا ومعرفة من الذين يصنفون تجاوزا بإعلاميين رياضيين.
خطاب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية يحفظه الله نص بصورة مباشرة على قيام الأجهزة الحكومية والأهلية بالتأكيد على منسوبيها بتجنب كل ما يؤدي إلى إثارة التعصب الرياضي ونشر الإساءات في وسائل الإعلام المختلفة والابتعاد عن كل ما يؤدي إلى ذلك.
كلنا ثقة بأن القيادة الحكيمة لن تتوقف عند حد التوجيه والتأكيد بل سيتبعها إجراءات صارمة جدا ضد المتجاوزين وغير الملتزمين بالتوجيهات والتأكيدات. أتمنى أن تصل الجهود إلى جذور المشكلة لاقتلاعها كي يرتاح الجميع ويستمتعون برياضة يسودها التنافس الشريف والمحبة بعيدا عن الكراهية فالمسألة في النهاية رياضة ومباريات يجب أن تنتهي في حدود الملعب ويتفرغ الإعلام الرياضي للنقد الموضوعي والتعليقات الجميلة على الأحداث وتوجيه الرأي العام في المسارات الإيجابية تحت رايات الأخوة والمحبة بعيدا عن الشماتة واستخدام الألقاب السيئة.
مشكلة التعصب في الإعلام الرياضي ليست وليدة اليوم بل إنها متجذرة من حوالي أربعين سنة من أيام الأقسام الرياضية في الصحف، ولم ينكشف الأمر بصورة واضحة للغالبية إلا بظهور الإعلام الجديد حيث يتميز بسمة الرأي والرأي الآخر ومتابعة الجماهير لكل التفاصيل. الطرح القديم الذي ما يزال موجودا يستند على فلسفة لدى الإعلامي بأنه محايد وموضوعي والبقية متعصبين، رغم أن الأمر لا يخرج من حقيقة ساطعة بأن متعصبا ينتقد متعصبين هذا هو الواقع، والسبب أن الإعلام الرياضي المحلي بأنواعه يعاني من مشاكل حقيقية في تكوينه لعل من أبرزها سوء الاختيار الذي دفع بمئات من المتعصبين من المدرجات ليديروا دفة هذا الإعلام المترنح وليس لديهم مؤهلات سوى الميول أمام المؤهلات العلمية أما الحياد والمهنية فآخر ما يفكر فيه سدنة هذا الإعلام. إن معالجة المشكلة تبدأ بإزالة أسبابها تماما من أجل إعلام رياضي مشرف لهذا الوطن أمام الآخرين.