سامى اليوسف
مشوار التصفيات نحو بلوغ المونديال أشبه بالرحلة الملحمية. الحافز، أو الدافع هو وقود الطموح والنجاح فيها.
يقول تيسير الجاسم في تصريح متلفز: «اللاعبون الموجودون في المنتخب لم يشاركوا في كأس العالم، وبالتالي طموحنا كلاعبين الانتصار، والتأهل إلى مونديال روسيا». أعتقد أن مثل هذا الكلام يعكس وعيًا، ونضجًا كافيًا يجعلنا نتحدث بثقة عن طموح وقّاد لجيل يرغب بترك بصمة له «خامسة» للكرة السعودية في المونديال على غرار جيل الذهب.
سبق أن كتبت أن تسعة عوامل، هي أشبه بالأسلحة، مكنت المنتخب السعودي في رأيي من التَّميز والنجاح في الجولات الصعبة الماضية، ووضعته في الصدارة، أوجزها بالنقاط التالية:
«المدرب الجيد» الهادئ والواثق من قدراته الذي يجيد توظيف اللاعبين. ثم «الإدارة الخبيرة» بوجود إداري متمرس، وصارم، ويستند على نجاحات سابقة مثل طارق كيال، وزاد عليها اقتراب رئيس الاتحاد عادل عزت من اللاعبين والوجود معهم في رحلة بانكوك وسط أجواء مشجعة.
بعدها «روح الانضباطية» التي تسود المعسكر الأخضر. كذلك، «التفاف الاعلام» بوسائله المختلفة، الذي شكّل أرضية خصبة للنجاح وفّر الأجواء المشبعة بالدعم والإيجابية.
لا ننسى عامل «الجدولة» لمباريات المنتخب عبر مواجهات متدرجة من حيث القوة في التصفيات، التي مهدت لعامل محفز وهو «البداية القوية» في مشوار التصفيات التي زادت من مساحة الثقة، ورفعت سقف الطموح، وعززت الالتفافة الإعلامية والجماهيرية.
ويبرز عامل فني مهم أيضًا وأقصد «الثبات» وتنوع الخيارات الفنية، فالاستقرار على التشكيل الأساسي، والإعداد البدني العالي، والفوارق الفنية للاعبينا رسخت الثبات الفني.
وقبل ختام العوامل نأتي على ذكر دور عامل «الجمهور» حيث الحضور الغفير، والمؤثر خاصة في مواجهتيّ أستراليا والإمارات بجدة، باعتراف المدرب الأسترالي.
وعودًا على بدء، يبقى عامل «الروح والحافز» لدى اللاعبين من أهم، وأبرز العوامل التسعة المؤثرة في مسيرة الأخضر، فالتصريح المتلفز للكابتن الجاسم يعكس طريقة تفكير إيجابية، وطموحة في التعاطي مع جولات التصفيات. فالحافز والرغبة هما وقود النجاح، والطموح هو أساس الإنجاز، وتطوير الذات أساس تحقيق الأمل.
في مباريات الإياب، لن يتغير الأمر كثيرًا سواءً من الناحيتين الفنية أو العناصرية، ولكن الفارق يكمن في نفوس وقلوب لاعبي الأخضر، فهم إن أرادوا أن يصنعوا مجدهم سيفعلون، وإن أرادوا صناعة الفرح للشعب السعودي بأسره سيفعلون، بإنجاز مشرّف سيخلده التاريخ.
الوفاء الهلالية
كل الشكر لمجموعة «الوفاء الهلالية» التي يترأسها هداف الهلال ونجمه السابق سلطان بن نصيب على مبادرتها الوفية حقًا تجاه واحد من نجوم «الزعيم» القدامى، الكابتن مبارك عبدالكريم، فالتكريم الذي تبنته المجموعة في محافظة الخبر الأسبوع الفائت جسد قيمة المسؤولية الاجتماعية، والوفاء، والترابط بين نجوم الهلال القدامى.
والشكر موصول لرياضييّ الدمام والخبر وفي مقدمتهم أحمد الزامل وعميد المدربين خليل الزياني على تفاعلهم بالحضور، وتقديم الدعم المالي.
أتمنى أن تجد هذه المجموعة كل الدعم من كافة الهلاليين خصوصًا الشرفيين منهم ليكون الوفاء متبادلاً في دعم نشاطها، ومبادراتها، وعلى الكابتن سلطان أن يعمل على تطوير عملها بالتنظيم، والتنسيق، وفتح المجال لعدد من اللاعبين على مختلف الأجيال الهلالية للعمل التطوعي معه، وتوسيع دائرة اهتمامها لتشمل اللاعبين والنجوم القدامى وكذلك الإداريين في كافة الألعاب الهلالية.
أخيرًا
معاك يالأخضر..