قال محمد بن هليل البلوي الذي سلم الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني قطعة أثرية نادرة يعود تاريخها إلى ما قبل 6 آلاف سنة، إنه بادر بتسليم القطعة الأثرية للهيئة بعد سماعه برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (حفظه الله) لملتقى الآثار الوطنية الذي سيعقد في شهر ذي الحجة القادم، وتفاعلا مع حرص مقامه الكريم على العناية بالتراث والاهتمام بالآثار من خلال هذا الملتقى، مشيراً إلى رغبته في إهداء هذه القطعة لمقام خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) في افتتاح الملتقى.
وأثنى البلوي على جهود الأمير سلطان بن سلمان في حماية الآثار، مبيناً أنه يتابع جهود سموه في هذا المجال.
وقال: اقتنيت القطعة قبل أربعة عشر عاماً وحرصت على الاحتفاظ بها، واتبعت النظام بتسجيلها بالسجل الوطني للآثار، بعد ذلك فكرت كغيري ممن يمتلكون قطعة أثرية أن أبيعها، وبعد طلب من مكتب الآثار بمنطقة تبوك بإعادة القطعة للهيئة كموطن حاضن للقطع الأثرية، قررت طوعاً أن أقدمها إهداء لمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله وذلك بمناسبة رعايته الكريمة للملتقى الأولى للآثار الوطنية، والأمر الثاني استشعار المسؤولية تجاه هذا الوطن، فالآثار تعتبر من المقدرات الوطنية التي ينبغي على كل مواطن إعادتها إلى الهيئة للحفاظ عليها، لأن هذا الموطن الأصلي لجميع آثار المملكة؛ كذلك توجد العديد من المتاحف في المملكة سوف تحتضن هذه القطع الأثرية، وهيئة السياحة سوف تحفظ لكل شخص يقدم القطع لها أن تقدم باسمه في هذه المتاحف، وهذا شرف لكل مواطن أن يكون اسمه مسجلاً على قطعته الأثرية للأجيال القادمة.
وأضاف: «أنا من خلال هذا المنبر أوجه رسالة لجميع أبناء الوطن ممن يمتلكون قطعاً أثرية بضرورة التواصل مع الهيئة، وتقديمها طوعية والدولة سوف تضمن لكل مواطن حقه في هذا الإرث التاريخي، كما أوجه رسالتي لكل مواطن في المملكة يقتني أو يمتلك آثاراً أن يقوم بمبادرة تسليمها للهيئة، وينال شرفاً من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وهذا شرف كل مواطن يتمنى أن يناله.
وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني قد تسلم في مقر الهيئة بالرياض مؤخرا القطعة الأثرية من المواطن محمد بن هليل البلوي من منطقة تبوك الذي بادر بإعادتها للهيئة.
وقام سمو الأمير سلطان بن سلمان بمنح البلوي مكافأة فورية وشهادة تكريم لتفاعله مع توجهات الدولة ممثلة في هيئة السياحة والتراث الوطني ومقتضيات نظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني الذي سرى العمل به مؤخراً والذي يؤكد على أن الآثار مملوكة للدولة ويدعو المواطنين والمقيمين بالحفاظ عليها وتسليم القطع الأثرية للهيئة.
وتعد القطعة الأثرية المسلمة للهيئة تحفة فنية نادرة استخدمت «كمسلة» شاهدية كانت توضع على المقابر، وهي عبارة عن مجسم حجري للنصف الأعلى لجسم إنسان يحتوي على الوجه، والعينين، وفم غائر، وأنف مستطيل بارز، ورمز هندسي تحت العين اليسرى، وتتدلى على الصدر قلادة وثلاثة حبال، ويزن المجسم 88 كيلو جراماً.
والمجسم جزء من عدة مكتشفات تعود إلى 6 آلاف سنة قبل الآن، تم اكتشاف عدد منها في شمال غرب المملكة، والأردن، واليمن، ورغم أن المكتشف منها قليل ونادر جداً، إلا أن قطاع الآثار بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني يمتلك أربعة نماذج بالإضافة إلى القطعة الجديدة.
وتنظم الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني تحت مظلة (برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة) الملتقى الأول للآثار الوطنية في المملكة، والذي سيقام في النصف الثاني من شهر ذي الحجة من العام الجاري 1438هـ، في مدينة الرياض، برعاية مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (حفظه الله)، وبالتعاون مع دارة الملك عبد العزيز، ووزارات «الشؤون البلدية والقروية، والثقافة والإعلام، والتعليم»، وعدد من مؤسسات الدولة ذوات العلاقة.