د. عبدالرحمن الشلاش
يحاول بعض من يدعون نصرة قضايا المرأة حتى ولو من الناحية النظرية من رجال أو حتى نساء إلصاق تهمة الذكورية المتطرفة بالمجتمع السعودي النبيل، ويسوقون أمثلة ربما تدينهم أكثر من أن تثبت صحة تهمهم ووضعهم للرجال في أقفاص الاتهام وكأنهم من تسبب في تأخر المرأة عن ركب شقيقها وشريكها الرجل!
يقارنون السعودية بالدول الغربية وحتى العربية والإسلامية، وأن نسبة تمكين المرأة متدنية جداً هنا مقارنة بالدول المتقدمة وكذلك دول الخليج المجاورة. أغلب من يطرحون في التوجه نفسه تغلب على طرحهم العاطفة والإنشاء المفرغ من المحتوى المستند على الأدلة والشواهد والإحصاءات المأخوذة من الواقع.
في كل دول العالم دون استثناء ما زال الرجل يتصدر المشهد باستحواذه على غالبية المناصب القيادية بدءاً من زعماء الدول ورؤساء الوزراء والوزراء وأغلب مراكز القيادة في الشركات والمؤسسات الشهيرة، وإن وجدت امرأة ترأس دولة أو رئيسة وزراء فهي من الحالات النادرة ليس في الوقت الراهن بل ربما على مرّ التاريخ الحديث، أما التاريخ الوسيط والقديم فيشهدان على استحواذ الرجل على النصيب الأوفر ولم يترك للمرأة سوى النزر اليسير. حتى مجالات الإبداع الإنساني من أدب وشعر وغيرها فقد شهدت اكتساحاً للرجل وسع الهوة إلى مسافات ضوئية يحتاج لردمها اجتهاد وعمل مضاعف من المرأة كي تثبت أقدامها بمجهودها لا بانتظار منة الرجل عليها.
رغم أن الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية تطبق الديمقراطية والوصول فيها إلى سدة الرئاسة عن طريق صناديق الاقتراع إلا أن وصول الرجال لا يقارن مطلقاً بوصول النساء القليل جداً. ليذكر لي أحدكم كم عدد النساء اللائي وصلن إلى كرسي الرئاسة في أمريكا أكبر دول العالم وأكثرها تطبيقاً للديمقراطية؟ هل استعرضتم صور رؤساء أمريكا لتجدوا بينها صورة امرأة واحدة ربما لم أشاهدها؟
عندما نقارن دول العالم المتقدم بالمملكة نجد أن حكومة المملكة العربية السعودية قد مكنت المرأة في مجالات لم يكن وارداً في أي يوم مضى أن تصل إليها خاصة في مجتمع محافظ لم يتقبل بعض الأمور التي كان يرى أنها تتعارض مع الدين لكن القيادة ومن منطلق أيمانها بدور المرأة في التنمية أوصلتها إلى مناصب قيادية وإلى مجلس الشورى عدا تمكينها في مناصب ووظائف أخرى، وهي نسب مقاربة لما في الدول الأخرى تثبت بهتان المدعين.
في نظري أن الأمر في يد المرأة فهي من تثبت وجودها وتفرض تمكينها بعملها وجهدها وجدارتها حين تقنع المجتمع بكفاءتها دون ضجيج من الذين يزايدون على المرأة ويوظفون قضاياها لمصالحهم وما يجعلهم يظهرون بمظاهر المدافعين الشجعان.