محمد عبد الرزاق القشعمي
وفي العام 1377هـ التحقت بالوظيفة العامة كاتباً أول بإمارة الكامل (شمال جدة بـ150 كم)، وكان ذلك قبل صدور نظام الموظفين عام 1378هـ، واستغللت وقت فراغي في القراءة والكتابة ومراسلة الصحف والمجلات والإذاعة، وكانت المجلات والجرائد والكتب تصلني بانتظام من جدة. وفي الكامل تزاملت مع (الأستاذ علي بن محمد العمير) الذي عمل كاتب ضبط في محكمة الكامل، واستفدت كثيراً من صَبْره وجلَده على القراءة والكتابة، ومن المناقشات والمحاورات التي كانت تدور بيننا، ومن اختيار الكتب التي كنا نقتنيها، ونتناقش حولها. وفي بداية العام 1381هـ انتقل عملي - حسب رغبتي - إلى إمارة بلجرشي (منطقة الباحة فيما بعد)، وتدرجت في الوظيفة العامة من رئيس قسم الجنايات والسجون إلى المدير العام لإمارة منطقة الباحة م 13. حصلت على مؤهل الكفاءة المتوسطة والثانوية العامة منتسباً بعد انتقالي إلى المنطقة، وكنت مراسلاً لمجلة الرائد حتى توقفت عن الصدور.
* تزوجت عام 1378هـ، ورُزقت سبعة أبناء، وأربع بنات. الأبناء هم: محمد (1379هـ): ويحمل مؤهل الماجستير في الآثار من بريطانيا، ويعمل بوزارة المعارف، ويحضِّر لنيل درجة الدكتوراه من جامعة الملك سعود. وزهران (1382هـ): ويحمل مؤهل بكالوريوس هندسة مدنية، ويعمل برتبة عسكرية في وزارة الداخلية. وصالح (1388هـ): ويحمل بكالوريوس في الطب ويحضر لدرجة الماجستير والدكتوراه في طب الأطفال، ويعمل طبيباً بوزارة الصحة [وحالياً مديراً عاماً للشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية]. وحارث (1389هـ): وهو مساعد مهندس بوزارة الدفاع والطيران. وعمر (1391هـ): ويحضر دراسات عليا في أمريكا في هندسة الكمبيوتر. وعبدالله (1395): ودراسته هندسة كمبيوتر في كلية التقنية بالرياض. وصخر (1403هـ): يدرس في المرحلة الثانوية. أما البنات فهن: هند (1384هـ): وتعمل مدرسة. وحمدة (1385هـ): وهي مدرسة أيضاً. ونعمة (1394هـ): وهي كذلك مدرسة. وابتهاج (1406هـ): وتدرس في المرحلة المتوسطة.
* المواقف الإدارية التي شاركت فيها كثيرة ومثيرة، ولكني سوف أبيّن هنا أبرزها:
1- مثلت إمارة منطقة الباحة في خلاف قبلي بين بادية غامد والبقوم على أراضٍ تقع على الحدود الإدارية بين الإمارتين، وقد توصلت مع ممثلي إمارة منطقة مكة المكرمة إلى حل المشكلة بما يخدم المصلحة العامة، ويحقن دماء الطرفين، لكن هذا الحل لم يُرضِ أحد الأطراف؛ فما كان منه إلا التربص لغرض قتلي. وقد نجوت بفضل الله من محاولة القتل.
2- قام بعض أفراد من بادية أكلب المجاورة لبادية الباحة بالاعتداء على أراضٍ بيضاء، يقع معظمها في الحدود الإدارية لمنطقة الباحة، وكُلّفت بالإشراف على إزالة الإحداث مع مندوبين من إمارة منطقة عسير، وتعرضت لمحاولة اعتداء من بعض المعتدين رغم الحراسة المشددة.
3 - وفي موقف ثالث: كان تمثيل الإمارة في حل نزاع قبلي وتبادل إطلاق النار بين بادية بني كبير من غامد وبادية المزايدة من أكلب، واستطعت - بفضل الله - إيقاف إطلاق النار من قبل بادية بني كبير. أما الطرف الثاني فقد توقف تلقائياً بمجرد عدم سماعه إطلاق النار من الجانب الآخر. وقد توصلت مع ممثلي إمارة منطقة عسير إلى حل انتهى النزاع بموجبه ودّياً.