في المقالين الأخيرين شدّدت على أن الهلال لا يعاني فنياً أبداً، فالفريق يضم نخبة من اللاعبين المهرة، ومدرباً على أعلى مستوى، ومشكلة الجيل الحالي الذي يمثّل الفريق، هي عدم الجدية وعدم احترام الخصم فقط، وهذه المشكلة هي التي حرمت الفريق العديد من البطولات، التي شارك فيها مؤخراً، على رأسها بطولة الدوري، والتي غاب عنها لخمسة مواسم متتالية، في سابقة لم تحدث للفريق، طوال عمره الذي كسر حاجز الستين عاماً! هذا الرأي الذي يشخص واقع الفريق، لم يعد اليوم رأياً يخص كاتب المقال، ويحتمل الصواب والخطأ، فالتوقيع عليه جاء من داخل البيت الهلالي نفسه، وعلى طريقة شهد شاهد من أهلها! فرئيس النادي ومعه بعض اللاعبين، ذكروه نصاً، في لقاءات متلفزة، فرئيس النادي قال: اللاعبون لا يحترمون الخصم ولا يلعبون بجدية، وخربين قال بعد إحدى المباريات: لعبنا باستهتار!! والعابد في مناسبة أخرى قال: طلب منا دياز أن نلعب بجدية أكثر، هذه الجدية عندما تحضر، تُغيب معها بقية الفرق في الواقع، وخير شاهد على هذا، هو موقع الفريق في الدوري هذا العام، فمن مباراة الاتفاق في الأسبوع السادس عشر، والفريق يلعب بجدية عالية، في الدوري وهو اليوم قاب قوسين أو أدنى من خطف اللقب، وبفارق شاسع عن بقية المنافسين يحتاجون معه إلى (معجزة) كي يحرموه من اللقب، الفريق عاد في الدوري صحيح، وهو يضع أولى قدميه الآن في منصة التتويج، لكن أين هو في آسيا؟! هو يتخبط هناك والجدية لم تحضر في نزالاته، والفريق يتعثر مع أضعف المنافسين وهو المطالب بتحقيق البطولة، وليس تجاوز دوري المجموعات، فهو سيد وزعيم هذه البطولة، وغاب عنها كثيراً! كل ما تقدّم المعني فيه هو (مدير الكرة) فهو المسؤول الأول عن عدم جدية اللاعبين ومزاجيتهم، وهو غير مناسب للفريق ولا يرتقي لهذا المنصب، وقد قلنا ورددنا هذا كثيراً دون فائدة! وفي مكابرة عجيبة من إدارة النادي، ومن يعتقد أن دور مدير الكرة ثانوي ولا يؤثّر في النتائج، نعيده إلى تجربة النادي الأهلي، وكيف كان يعاني الشتات قبل تولي - طارق كيال - إدارة الكرة، وكيف كان معه وحقق البطولات، وكيف عاد إلى الشتات بعد ذهابه إلى المنتخب! اليوم نحن لسنا في عصر الهواية، والفرق تخضع لمزاجية اللاعبين وتقف عاجزة حائرة عن علاج المشكل، بل نحن في زمن الاحتراف، واللاعب يعتبر فيه (موظف) له حقوق وعليه واجبات، إن قام بتلك الواجبات فحقه أن يكافئ ويثاب، وإن قصفيحاسب ويساءل، وهذه المهمة منوطة بمدير الكرة بالتأكيد، وفي الهلال مدير الكرة (عاجز) عن القيام بها حقيقة، وإن زعمت إدارة النادي غير ذلك، فما نشاهده في الواقع، يثبت ذلك، فمزاجية اللاعبين واستهتارهم، وتغيب بعضهم عن التمارين، وحصولهم على البطاقات الملونة، بداع وغير داع، وحصول الفريق على الكثير من العقوبات الانضباطية والإدارية، كلها أشياء تدل على أن الرجل لا يؤدي الدور بالشكل المطلوب! أخيراً كما اعترفت إدارة النادي بالمشكلة، عليها أن تعترف بالحل أيضاً، والذي يقضي باستبدال المفرج مع احترامنا الشديد لشخصه.
- صالح الصنات