إن انفلات سلوك اللاعب والمشجع الرياضي اليوم، أثناء المباريات، والأحداث، والمواقف الرياضية، يأتي انعكاسًا لما تقدمة تلك البرامج الرياضية، وهي تصر على استضافة وجوه بلا تاريخ رياضي- أو ليس لها تاريخ رياضي معتبر ومفيد. تُستضاف بغرض تمثيل المشاهد والأحداث «بالاتفاق» بقصد صناعة إثارة مكذوبة «مقبوضة الثمن» يُضلل بها الشارع الرياضي من خلال التخفف من الحياء، وتطاول الأصوات، والخروج عن دائرة الذوق.
ولا يتوقف ضرر تلك البرامج عند انفلات سلوك اللاعب والمشجع الرياضي! إنما يتعداه إلى استفزاز الوسط الرياضي الأوسع، وعسر توجهه السليم، وزرع بذور الكراهية فيه، وتجهيزه لشتيمة والتنقص من الآخرين.
الأمر الذي ينذر بعزوف كثير من المهتمين بالرياضة عن المتابعة، استبراءً من ذلك المشهد الرديء، وتسجيل موقف على أقل تقدير يحفظ ماء الوجة الرياضي إلى حين.
يبقى ما أعده مشكلة تجعل من تلك البرامج تُدار بتلك الطريقة، هو أن القائمين على تلك البرامج يعتقدون أن الإثارة لاتأتي؛ إلا عن طريق المبالغة وتصنع الأحداث، وتضليل المتابع الرياضي!
ولكن كما قيل (يمكن أن تخدع كل الناس بعض الوقت، وبعض الناس كل الوقت، ولكنك لن تستطيع خداع كل الناس كل الوقت).
لذلك لا أرى سبيلاً آمنًا لتحقيق الإثارة الرياضية في البرامج الرياضية إلا من خلال؛ احترام عقل المشاهد، ونقل المشهد الرياضي كما هو، صحيحًا من غير تشويه، ولكن من أبعاد وزوايا متعددة، وبفنيات وإشارات تستوعبها الروح الرياضية.
من جهة أخرى... يبلغ أمر تلك البرامج سوءًا؛ عندما تُستضاف تلك الوجوه بقصد الإسقاط على نادٍ منافس، تلبية لسياسة توجهات تلك البرامج والقنوات. فإن إثر ذلك السيء، سوف نجده في تعاليم وسلوك جيل رياضي جديد.
- حمد المطيران