ناصر عبدالله البيشي
لا شك أن الصحافة تلعب دوراً كبيراً في اطلاع المواطن على حوادث العالم والمجتمع.
إذاً ومن هذا المنطلق لا أحد ينكر الدور الذي يقوم به الإعلام الرياضي لكونه أحد القطاعات المهمة والمؤثرة سواء المسموع أو المقروء أو المرئي، والإعلام الرياضي له أهميته وتأثيره وخصوصاً في الوسط الرياضي لكن أقول مع الأسف الشديد أننا نجد بعض أو لنقل معظم الصحفيين الذين شوهوا صورة الإعلام الرياضي وذلك من خلال كتاباتهم التي تحمل في طياتها التعصب والميول المكشوف وعدم احترامهم لأمانة الكلمة ومصداقيتها وغير مبالين بذلك وخصوصاً إذا كانت فرقهم التي ينتمون لها طرفاً في المواضيع المتداولة مهرولين خلف تعصبهم. صحيح كل منا له ناديه الذي يشجعه وهذا حق مشروع له ولكن هذا ليس على حساب استفزاز الآخرين وهضم حقوق أنديتهم أو التفوه بعبارات خارجة عن الروح الرياضية، ولكن مع الأسف الشديد هناك في مجتمعنا الرياضي شريحة جعلوا من أنفسهم إعلاميين وهم في الحقيقة بعيدون كل البعد عن هذا المسمى، بل إنهم أساؤوا للإعلام الرياضي وجعلوا من أنفسهم أضحوكة للغير وذلك من خلال ما يصدر منهم من عبارات خارجة عن الروح الرياضية، هناك مغالطات وشطحات وقلب للحقائق وصراخ وخصوصاً إذا كانوا مشاركين في أحد البرامج الرياضية المشاهدة والمسموعة.
وفي نظري الشخصي أنه لابد أن يكون هناك جسر من الاحترام بين الجمهور الرياضي والإعلام وهذا لن يتحقق إلا من خلال صدق الخبر والبحث عن مصداقيته من مصادره الرسمية.
والإعلامي الرياضي الذي يستحق أن نطلق عليه هذه العبارة هو ذلك الصحفي المتجرد من ميوله وعاطفته هذا إذا أردنا أن يكون لدينا إعلام رياضي بعيداً كل البعد عن استفزاز الآخرين بعيداً عن التعصب المكشوف والعواطف الشخصية. إذاً لابد أن يكون هناك قيود لكبح جماح هؤلاء المتعصبين الذين هرولوا خلف ألوان أنديتهم وأساؤوا لسمعة الكرة السعودية.
يكتبون عن التعصب وهم من يغذونه
بكل صراحة التوجيه الذي صدر قبل عدة أيام الذي فحواه الحد من ظاهرة التعصب الرياضي هذا التعصب الذي غزى مجتمعنا الرياضي بشكل رهيب من قِبل فئة جعلوا من أنفسهم إعلاميين وهم في الحقيقة بعيدون كل البعد عن ذلك ولو رجعنا للواقع والحقيقة لوجدنا أنهم لا يجيدون سوى لغة الهرولة خلف سراب التعصب المكشوف وألوان أنديتهم والهمز واللمز الذي نهى عنه ديننا الحنيف.
وفي المقابل أيضاً نجد أن القرآن الكريم أولى الحوار أهمية بالغة، حيث يجعل منه جدلاً مفيداً لكل الأطراف بعيداً عن التشنج والعصبية وإحالة الجدل إلى حوار إيجابي يسعى إلى تحقيق الهدف بأحسن الألفاظ وألطف الطرق. قال تعالى: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} (طـه 43-44). لذا أرجو أن يطبق هذا القرار مع الضرب بيد من حديد لكبح جماح هؤلاء المتعصبين وما أكثرهم في مجتمعنا الرياضي.