د.عبدالعزيز العمر
تظهر في مجتمعنا اليوم مقولات تربوية خاطئة، والمشكلة تكمن في أننا نردد تلك المقولات أحيانًا أمام طلابنا أو نوحي بها إليهم في أحيانًا أخرى، حتى وإن صحت هذه المقولات عند المستويات العليا من التعليم فلا يصح أن نكررها على مسامع طلابنا اليافعين أو نكتبها ليقرأوها على الصحف الحائطيه أو على أسوار المدرسة. معظم هذه المقولات توحي معظم هذه المقولات إلى طلابنا بأنهم لن يتعلموا إلا بعد أن يبذلوا جهدًا كبيرًا، وبعد أن يصبروا صبر أيوب على مرارة ووخز التعلم، وبعد أن يسهروا الليالي. ولسوء الحظ يترافق مع هذا التهويل للجهد التعليمي الكبير المطلوب من طالبنا وجود طالبنا في بيئة تعلم مدرسية موحشه، إنها بيئة تعلم تؤكد على التطابق والتماثل بين الطلاب، بيئة تعلِمَ لا تحترم فردية الطالب وقدراته، ولا تمنحه الفرصة الكافية ليتعلم وليعبر عن فرديته، هذا إذا تجاوزنا التقريع واللوم والتقزيم الذي يحصل للطالب من قبل بعض معلميه في إطار إشعارهم إياه بتقصيره في بذل الجهد لكي يتعلم (ذكر لي حفيدي متالمًا أن الاستاذ عماد قال له: الله يأخذك، أي والله). التعليم النوعي الحقيقي في مراحله المبكرة أصبح يقوم اليوم على فلسفة مختلفة تمام عمّا هو ممارس في مدارسنا. ومن أبرز مضامين هذه الفلسفة: أولاً: احترام كرامة وقيمة الطالب كإِنسان، ثانيًا: يجب أن يستشعر الطالب أن عملية التعلم ممتعة وجاذبة وليست قسرية ومؤلمة (وهذه فلسفة تعلم يمارسها الفنلندبون اليوم)، ثالثًا: تقديم فرص تعلم ثريه تحترم القدرات العقلية للطالب ولا تتجاوزها. إنني أجزم أن أي نظام تعليمي يتجاوز هذه المسلمات الثلاث محكومًا عليه بالفشل مهما كانت إمكاناته المادية.