أ.د.سليمان بن عبد الله أبا الخيل
الحمد لله ربّ العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلَّم تسليماً كثيراً، وبعد:
فلا يخفى أن وطننا الحبيب المملكة العربية السعودية وطن الشموخ والعزّة، خصّه الله بخصائص عظيمة، وامتن عليه بنعم وآلاء جليلة، وأفاء عليه بما يعجز الألسن عن الشكر والثناء، ومن أعظم نعمه عليه بعد توحيد الله، وإخلاص العبادة له سبحانه نعمة تطبيق الشريعة الإسلامية دستورًا ومنهجًا، وحكمًا وتحاكمًا، وتطبيقًا في جميع شؤون حياة الناس، وحماية لأصل الأصول، وأساس القبول: توحيد الله جل وعلا، وسيرًا على نهج سلف الأمة المتميز بنقائه وصفائه، ثم نعمة هذه الولاية الحكيمة، والقيادة الفذّة، والحكم الراشد، الذي يعد في هذا العصر الزاهر امتدادًا لحكم الملك المؤسّس العادل الصالح المغفور له -بإذن الله- الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود - طيّب الله ثراه، وجعل الجنة مأواه-، ثم ما نتفيأ ظلاله في ظل هذه العقيدة والولاية من أمن وافر، وأمان وارف، وعيش رغيد، ولحمة وألفة، وتعاضد وتكاتف وتعاون، ووحدة واجهت دعاوى المبطلين، ومزاعم المشككين، واستهداف الأعداء الظاهرين والمستخفين، منَنٌ منّ بها سبحانه وتفضل على هذه البلاد المبارَكة، وآلاء لا تحصى ولا تعد، ونعم تترى تحتاج إلى تثبيتها بالشكر، يكفي في ميزة هذه الدولة قيامها على شريعة الله، وعنايتها بها، فهي تطبق حكم الله، تقيم حدوده، وذلك في سلسلة من الأعمال والجهود التي أصبحت بلادنا بها ولله الحمد مضرب المثل للقاضي والداني، وبسببها تحققت المكاسب والمنجزات الكبرى في الماضي والحاضر، وستتحقق -بإذن الله- في المستقبل.
ومن فضل الله على ولاة أمرنا -أيدهم الله- أن مكّن لهم، ووهبهم من الخلال والخصال ما تجتمع به عليهم الكلمة على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، فأصبح وطننا الغالي بفضل الله قوة مؤثرة، وثقلاً عالميًا لا يمكن تجاوزه في أي محفل، وتسابقت الدول لاستزارة ولاة أمرنا، وللاحتفاء بهم في كل أقطار العالم، وما الزيارة الملكية الآسيوية الكبرى إلا شاهد على ما يحظى به ولاة أمرنا -أيدهم الله- من قبول واحترام وتقدير في كل المحافل، ولا غرو، فهم قيادة أعظم وأقدس بقعة في العالم، جعل الله قدرهم أن يكونوا قادة لوطن العقيدة والمقدسات، والأمن والإيمان، والرسالة الخاتمة والإنسانية، مهوى الأفئدة، ومأرز الإيمان، ومهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبلاد الحرمين الشريفين، فالعالم الإسلامي والمسلمون يتجهون في عباداتهم إلى هذه القبلة المقدسة، وينظرون إلى قادة المملكة وعلمائها نظرة خاصة، وولاة الأمر -أيدهم الله- يستشعرون هذه المسؤولية الكبرى، والأمانة العظمى، ويبذلون النفس والنفيس، والغالي والثمين، لتكون هذه البلاد في الطليعة، وفي مواطن الريادة والسيادة، ويحدبون على كل شأن يعز هذه البلاد، ويجعلها في مصاف الدول المتقدمة، ويحميها من المؤثرات والمخاطر والمهددات، ويسهرون الليالي، ويقضون الأوقات قائمين بكل ما يجب عليهم، ولهذا صدقوا الله فصدقهم الله ووضع لهم القبول، وجعل لهم من المكانة والاعتبار ما يحمل دلالات عظيمة، ومسؤوليات متعددة على كل أبناء هذا الوطن، ولهذا لا يستغرب أن تتوالى الإشادات الإقليمية والدولية بهذا الثقل لبلادنا الغالية، ومملكتنا الآمنة الذي له أثره في الواقع الدولي مهما تعقدت الوقائع والأحداث، وتوالت الفتن والمتغيرات وهذا جزء من وعد الله وحفظه في قوله تعالى: {وَعَدَ اللَّه الَّذينَ آمَنوا منكمْ وَعَملوا الصَّالحَات لَيَسْتَخْلفَنَّهم في الْأَرْض كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذينَ من قَبْلهمْ وَلَيمَكّنَنَّ لَهمْ دينَهم الَّذي ارْتَضَى لَهمْ وَلَيبَدّلَنَّهم مّن بَعْد خَوْفهمْ أَمْنًا يَعْبدونَني لَا يشْركونَ بي شَيْئًا}.
ومن هنا فإن الكلمة التي تفضل بإلقائها حكيم الشباب، وعرّاب السياسة، ووريث المجد، وسليل الأسرة الماجدة، سمو ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، - أمده الله بعونه، وأدام عليه نعمه - أمام وزير الدفاع الأمريكي ومستشاريه رائعة من روائعه، ومنثور حكمته، وقد جاءت هذه الكلمات النيرات، والعبارات المليئة بالمعاني والدلالات، وحملت في طياتها مضامين عظيمة، وإشراقات متميزة، أشار إليها -حفظه الله- ببيانه الناصع، وأدبه البارع.
تلكم الكلمة التي تعد بحق عرضًا أمينًا وافيًا لسياسية المملكة الراسخة، ورؤيتها النيّرة في السياسة الدولية، والعلاقات مع القوى العالمية، والتواصل والتعاون والتعايش، ومن خلال ذلك تجاه مكافحة الإرهاب ومنظريه، ورعاته وداعمه سواء أكانوا دولاً أو منظمات أو جماعات أو تيارات أو أحزابًا، وهي تؤكد أيضًا مكانة عالمية لا يمكن تجاوزها لهذه البلاد وقيادتها ومنهجها الذي جسده ولاة أمرنا الأوفياء، وقادتنا الميامين، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وسمو ولي ولي العهد، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.
ولهذا أرى أن من واجبي أن أبرز تلكم المعاني والمضامين والدلالات، قيامًا بالواجب، وتعبيرًا عمّا يكنه القلب من المشاعر تجاه هذا الأمير الفذ، الذي حباه الله من الخلال والخصال، ومنّ عليه بالحكمة والسداد، وقوة الرأي، وصواب القول، وأتناول أهم الدلالات التي تشير إليها هذه الكلمة الضافية، والمضامين التي حملتها.
فأما أهم دلالاتها، فأولها: التأكيد على سياسة المملكة العربية السعودية الثابتة على الدوام في مواجهة الإرهاب والتطرف، والوقوف بحزم في وجه أطماع القوى التي تقف وراءه، وتنشر خطره من أفراد وجماعات، ودول وتنظيمات، وأخطرها تلك القوى الإقليمية الطائفية التي تسعى لزعزعة استقرار البلدان العربية والإسلامية، وتصدير ثوراتها إليها ماضية دون توقف، وعازمة دون تردد، مستغلة الظروف والأحداث والمتغيرات، وموظفة كل أسلوب ماكر خبيث، ومتعاونة مع كل طوائف الشر، وجماعات العنف مهما اختلفت معها، فالقواسم المشتركة بين هذه الجماعات وهذه الدولة معلوم، متيقن مبني على تقاطع فكري، وتواصل مصلحي، فما دام أن الهدف هو هذه الدولة فإنها تبارك كل خطوة في ذلك، وقد عبّر سموه الكريم عن ذلك بما لا يدع مجالاً للشك في عزم قادة هذه البلاد المباركة على مواصلة التصدي للأنشطة الإيرانية التي تزعزع استقرار المنطقة والعالم، وتربك المشهد بتدخلها في شؤون البلدان العربية عمومًا، والمملكة العربية السعودية خصوصًا، ودعمها للنشاطات الإرهابية، ورعايتها للميليشيات التخريبية، التي نشرت العنف والدمار والتخريب، وما عاصفة الحزم إلا خير شاهد على موقف واضح حازم حكيم، مبني على الشرعية الدولية، والخصائص الدولية، والمبادئ الإنسانية، تلك الوقفة البطولية التي قطعت اليد المجوسية التي أرادت لليمن اجتياحًا واحتلالاً صفويًا مجوسيًا رافضيًا، وللمملكة اضطرابًا وفوضى خلاّقة، وللعالم العربي انقسامًا وفرقة وشتاتًا، تحت غطاء حوثي خبيث، وهذا الاحتلال الصفوي لم يهدد أمن اليمن الشقيق واستقراره والشرعية فيه فحسب، وإنما هدد جميع دول الجوار، بل وحمل في طياته تهديداً وخطراً كبيراً على العروبة والإسلام، كما يشهد بذلك تأريخهم، وعملهم في كل وقت، وفي مواسم الحج واستغلال هذه الشعائر والمشاعر والأزمنة الفاضلة والأمكنة وعلى كافة الأصعدة، والحكومة الإيرانية تصر على موقفها الطائفي البغيض الذي ينطوي على مقاصد سياسية، وتوجهات مشبوهة، واستغلال سيء، وتوظيف لكافة السبل لخدمة الطائفية والصفوية، في مشروع طائفي توسعي، أحرق الأخضر واليابس، وطال دولاً عديدة لتصبح خرابًا، وأثرًا بعد عين، وليكون الضحايا من المدنيين الأبرياء، الذين لا حول لهم ولا قوة، وليكون ذلك كله شاهدًا من الشواهد التي تضاف إلى السجل الحافل بالفساد والإفساد، والتخريب والإرهاب، والعنصرية والطائفية، والقتلوالإجرام، وهم بهذا العمل يشابهون المشركين الذين قال الله عنهم: {إنَّ الَّذينَ كَفَروا وَيَصدّونَ عَن سَبيل اللَّه وَالْمَسْجد الْحَرَام الَّذي جَعَلْنَاه للنَّاس سَوَاء الْعَاكف فيه وَالْبَاد وَمَن يردْ فيه بإلْحَاد بظلْم نذقْه منْ عَذَاب أَليم}، فمجرد الإرادة للظلم والإلحاد في الحرم موجب للعذاب، وإن كان غيره لا يعاقب العبد إلا بعمل الظلم، فكيف بمن أتى فيه أعظم الظلم، من الفساد، والصد عن سبيله، ومنع من يريده بزيارة؟! فما ظنهم أن يفعل الله بهم؟! وهو موظفون هذه المشاعر للأغراض السياسية، والفوضى والشعارات الزائفة، والله المستعان، ولهذا فإن هذا الخطاب الفذّ أتى على مكمن المشكلة، واستحث الجهود للوقوف في وجه هذا العدوان والبغي والإرهاب، وضد من يروم الآخرين بالضرر والسوء.
وما من شك أن واقع أمة الإسلام والعرب واقع محزن، والمتغيرات التي تمر بنا هي مهددات لوحدة أوطان المسلمين، وفي خضم هذه والمتغيرات والتحولات تبرز الأهمية البالغة للقيادة السعودية الحكيمة، التي تقود الأمة وتقطع الطريق على المتربصين، وهذا ما رأيناه في هذا العصر المبارك والعهد الميمون، الذي وقفت فيه المملكة وقفاتها المشهودة، وقدمت سياساتها الثابتة التي تنبع من مسؤوليتها الإسلامية والعربية، ومن مكانتها التي بوأها الله إياها، لتكون هذه المواقف سببًا في درء كثير من النوازل والمصائب عن أشقائنا في البلاد الإسلامية عمومًا، والعربية خصوصًا، ودفع المحن والفتن عن وطننا الغالي وهذا لم يكن إلا محض فضل الله، فهو الذي منّ وتفضل وحمى هذا الوطن، وندين لله أن ذلك كان بالأصول والأسس التي قامت عليها هذه البلاد، وهذا ما عبرت عنه تلك الكلمة الضافية لسمو ولي ولي والعهد فقدر هذه البلاد أن تكون رائدة وقائدة في العالمين العربي والإسلامي في مواجهة ما تمر به الأمة من تحديات، وأن تحمل لواء المواجهة، وتدافع ببسالة ضد التحديات التي تحدق بالبلدان العربية والإسلامية، أمام تلك الهجمة الفارسية المجوسية الغادرة التي يرى الجميع آثارها سواءً في بلاد الشام أو اليمن أو غيرها، ولقد أكد سمو ولي ولي العهد على ضرورة أن يقف العالم أجمع في وجه هذه الأطماع، وأن يتصدى لما تقوم به إيران من عبث وتخريب.
إن دعم إيران للمنظمات الإرهابية التي شوهت صورة الإسلام ونشرت الخراب والدمار واضح وضوح الشمس في رابعة النهار، فقد احتضنت رؤوس القاعدة، ومكنت ودعمت واستخدمت خلايا داعش الإرهابية، كما أنها تمد مليشياتها في الشام واليمن بالأسلحة والمرتزقة، وتسعى ليل نهار لتصدير ثورتها الخمينية ونشر ثقافتها المجوسية في الأقطار العربية والبلاد الإسلامية، ولا يدع كل هذا لعاقل مجالاً للحديث عن الحوار أو التقريب، فكيف يكون الحوار مع من يحمل السلاح ويقتل المدنيين ويشكل الميليشيات ويحتضن الجماعات الإرهابية ويدعمها، بل تصل الدناءة والخبث إلى استخدام الأطفال والأسلحة المحرّمة دوليًا، وضد من؟ ضد شعبهم ووطنهم، ألا ما أخطر هذا الفكر الثوري الانتهازي الإجرامي الذي حوّل المنطقة إلى صراعات ونزاعات وحروب.
لقد أكّد سموه الكريم على ضرورة مواجهة قوى التطرف والإرهاب، وعلى أن المملكة العربية السعودية هي أول أهداف تلك المنظمات الخبيثة، والجماعات الإرهابية المقيتة لأنها بلاد الحرمين ومهوى أفئدة المسلمين في كل مكان، ولذلك تحرص تلك الجماعات على استهداف شبابها بالتجنيد ومقدراتها بالعبث والتخريب، تلك الجماعات المجرمة التي توظف أفرادها لتفتيت الأمة، وتشويه الإسلام الحنيف، باستخدام النصوص والمصطلحات الشرعية فيما يرفضه الدين، وإقحام نصوص الشريعة الغراء في تحقيق أغراض دنيئة، وتأجيج الفتن بين الشعوب والمجتمعات، بل وبين أبناء المجتمع الواحد، والمستفيد من ذلك كله هم أعداء الدين وأعداء الأمة، وأعداء هذا الوطن الغالي وطن الإسلام الوسطي الصحيح، مهبط الوحي ومنبع الرسالة الخالدة، وأرض الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة المملكة العربية السعودية -حرسها الله-، فهي من عانى من الإرهاب منذ زمن مبكر، وواجهته في المسار الأمني والفكري، وغدت جهودها قوة ناعمة مؤثرة، وهي تقدم هذه الخدمة لدين الله أولاً بتنقيته من خطاب التطرف الذي شوهه، ثم استصلاحًا لأبنائها الذين تنكبوا الطريق، واستجابوا لدعوة الشيطان، ولهذا جاء التأكيد في هذا الخطاب على هذه الآفة التي اكتوى منها بلادنا الحبيبة، ومملكتنا الآمنة، آفة الإرهاب والتكفير، التي تعد أخطر ظاهرة تعاني منها المجتمعات، وامتدت آثارها وتداعياتها حتى شكلت فسادًا وإفسادًا يهلك الحرث والنسل، واستهدفت الأخضر واليابس، ولم يسلم من ضرر هذه الفتنة أحد، يقف فيها العاقل متحيرًا، وتدل دلالة أكيدة على فتنة استشرت، ومحنة استمرت، وشر يجب على عقلاء الأمة التعاون على اجتثاثه واستئصاله، كما يجب منع أسبابه وبواعثه، فلا يكفي أن تلتقي المشاعر المؤمنة، والرؤى المتزنة على رفض هذه الصور الشنيعة، والأفعال المنكرة، والبراءة منها ومن أصحابها، ولا تعالج المسألة ببيان العمومات الشرعية، واستمداد تلك الإدانة من أساليب الإثارة، أو أساليب تنحو إلى التبرير، وإنما يجب أن تتضافر الجهود، وتتكامل الأدوار، وكل منا مطالب بمشاركته، ومتحمل لمسؤوليته أمام الله تعالى، ثم أمام ولاة أمره ووطنه ومجتمعه، وقد واجهت بلادنا الغالية هذا العدو الغادر، وإرهاب الجماعات بمثالية صارت محط النظر، ومثار الإعجاب في كل المحافل، وتواردت الدول للإفادة من تجربة المملكة العربية السعودية؛ لأنها جمعت بين الحل الأمني الضروري للتعطي مع هذه المهددات، وترسيخ دعائم الأمن، وبين القوة الناعمة، المؤثرة في ضرب أصول الجماعات وأفكارها، وأربكت تحركاتها، وعرّت أجندتها، وكشفت عوارها، فأصبح الشباب الذين انخرطوا لعاطفتهم بسبب هذه الجهود مواطنين صالحين، ولله الحمد.
إن المتابع المتأمل لتلك الكلمات النيرات لسموه يرى تأكيده -حفظه الله-على أهمية تعاون القوى الكبرى مع المملكة في التصدي لآفة الإرهاب والعنف والتطرف، التي تعد أخطر ظاهرة تعاني منها المجتمعات، وامتدت آثارها وتداعياتها في إطار الدولة الواحدة، وفي منظومة الدول، لأن هذه الجريمة من الجرائم العابرة للقارات، والتي تتشكل عبر أذرع تتدخل فيها أيد خفية، ولا يمكن السيطرة عليها إلا بصورة من التعاون الدولي، والتكاتف العالمي لتضييق الفرص على راعاة الإرهاب؛ لأنه تنامى بشكل واضح، وأصبح يشكل فسادًا وإفسادًا يهلك الحرث والنسل، ويستهدف الأخضر واليابس، ولم يسلم من ضرر هذه الفتنة أحد، فلا بد من تضافر الجهود، وتكامل الأدوار محليًا وإقليميًا ودوليًا، لعلاج هذا الداء وتعرية الدول الداعمة له والمستفيدة من أعماله التخريبية، حتى ينعم العالم أجمع بجو يسود فيه السلام والتعايش والتعاون.
وختامًا: فإنني أوجز مشاعري بأن أقول: هنيئًا لنا بأميرنا الفذّ، لقد وفّق لهذه الكلمات النيرات، وهذا الخطاب المتميز، وها نحن نشعر وبكل فخر واعتزاز أن بلادنا الحبيبة، ووطن الإسلام المبارك يفرض نفسه في كل المحافل الدولية وقادتنا وولاة أمرنا بمبادراتهم وحكمتهم وحنكتهم إلى أعلى المراتب، وأسمى المنازل، أردت من هذا البيان أن تكون هذه الأسطر تعبيراً صادقاً عن مشاعري التي لا أملك إخفاءها، وإخال أن كل مواطن يحملها تجاه ولاة أمرنا، فالحمد لله الذي وفق ولي ولي العهد إلى هذه الكلمات، ونسأل الله سبحانه أن ينفع به، وأن يسدد قوله وفعله، ويجعله من أنصار دينه وأعوانه، كما نسأله سبحانه أن يحفظه بحفظه، ويكلأه برعايته، ويمده بعونه، ويديم عليه نعمه إنه سميع مجيب.
والحمد الله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.