مساعد بن سعيد آل بخات
شهدت الفترة الماضية حدوث مجموعة من التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية نتيجةً للتقدم العلمي والتكنولوجي الذي وصل إليه الإنسان في شتى مجالات الحياة, مما جعل وزارة التعليم تواجه تحديات متعددة ومتسارعة، وذلك نتيجة الكم الكبير لهذه التغيرات الهائلة في المعارف والمعلومات, وتطلب هذا الأمر من وزارة التعليم مراجعة شاملة لمنظومة التعليم, مما أدى ذلك إلى إيجاد اتجاهات حديثة لتطوير التعليم وتحديثه, فاتخذت وزارة التعليم مجموعة من الإجراءات والتي من شأنها التركيز على «المتعلم» بجعله محوراً للعملية التعليمية تحقيقاً لتطلعات الرؤية الوطنية الشاملة 2030.
لذا فقد أصدرت وزارة التعليم تعميماً تُفيد فيه بضرورة تطبيق المعلمين والمعلمات «للتعلم النشط» أثناء سير الحصص الدراسية.
إن طريقة التعلم النشط مرتبطة بقاعدة (30 / 70).
والتي تنص على أن:
70% من وقت الحصة للطلاب والطالبات (يناقشون, ويستكشفون, ويستنتجون, ويفكرون, ويحللون, ويربطون.. إلخ).
30% من وقت الحصة للمعلمين والمعلمات (يوجهون, وينظمون, ويساعدون, ويوضحون.. الخ).
قد يتبادر في ذهن البعض منا عدد من الأسئلة التي تتعلق بالتعلم النشط, وهي:
ما هو التعلم النشط؟
التعلم النشط هو مجموعات من الإستراتيجيات التي يتخذها المعلم مع طلابه بهدف جعل الطلاب محوراً للعملية التعليمية بدلاً من المعلم, مما يزيد من تفاعل الطلاب مع بعضهم البعض ومع المعلم, والذي سينعكس على زيادة إنتاجيتهم أثناء سير الحصة الدراسية.
وما الهدف من التعلم النشط؟
يهدف التعلم النشط إلى تحويل الطلاب والطالبات من متلقين سلبيين إلى منتجين إيجابيين.
وما فوائد التعلم النشط؟
أولاً/ ينمي لدى الطلاب والطالبات اتجاهات وقيماً إيجابية كالثقة بالنفس والتعاون والمسؤولية.. إلخ.
ثانياً/ يساعد الطلاب والطالبات على اكتشاف نقاط القوة بهم ليستفيدوا منها, واكتشاف نقاط الضعف بهم ليتم معالجتها.
ثالثاً/ تغيير فكرة بأن المعلم أو المعلمة هما مصدر المعرفة الوحيد بالنسبة للطلاب والطالبات, فالطلاب والطالبات قد يكونون مصدراً للمعرفة, والكتاب المدرسي مصدر للمعرفة, والإنترنت مصدر للمعرفة.. الخ.
رابعاً/ يُعد التعلم النشط مريحاً للمعلمين والمعلمات, وممتعاً ومفيداً للطلاب والطالبات.
وما هي إستراتيجيات التعلم النشط؟
تصل إستراتيجيات التعلم النشط إلى أكثر من 100 إستراتيجية, وسأذكر هنا بعضاً منها: (القراءة الصامتة بتركيز, الخريطة الذهنية, العصف الذهني, حل المشكلات, التعلم التعاوني, المعلم الصغير, التعلم باللعب, المناقشة النشطة, التعلم السريع, أعواد الثلج, الأوراق المرقمة, التعلم بالتحفيز, لعب الأدوار.. الخ).
وما هي أفضل إستراتيجية ليستخدمها المعلم أو المعلمة أثناء الحصة الدراسية؟
يعتمد اختيار الإستراتيجية المناسبة للدرس على حسب: (موضوع الدرس, الإمكانات المتاحة, عدد الطلاب بالصف.. الخ).
مع التنبيه هنا بأن هناك بعض الأفكار الخاطئة لدى بعض المعلمين والمعلمات, مثل:
أولاً/ المعلم المتميز والمعلمة المتميزة هما من يضبطان الطلاب والطالبات في الصف لدرجة ألا تسمع لهم صوتاً أثناء الشرح (وفي الحقيقة تفاعل الطلاب مع بعضهم البعض ومع المعلم, وتفاعل الطالبات مع بعضهم البعض ومع المعلمة, تُوحي بالنشاط وتؤكد حصول الفائدة من الدرس).
ثانياً/ التعلم النشط يستوجب استخدام التقنية وأدوات معينة, وبعض المدارس لا توفرها لهم (وفي الحقيقة استخدام التقنية والأدوات تُعد من ضمن أكثر من 100 إستراتيجية للتعلم النشط وليستا الإستراتيجيتين الوحيدتين لها).
ثالثاً/ التعلم النشط يتناسب مع مواد التجارب العملية كالعلوم ونحوها أما مواد الدين واللغة العربية فلا يناسبها (وفي الحقيقة التعلم النشط يناسب جميع المواد بلا استثناء).
رابعاً/ استخدام التعلم النشط يُعد شاقاً على المعلمين والمعلمات (وفي الحقيقة من يجرب التعلم النشط سيرتاح كثيراً عن ذي قبل).
ختاماً..
المعلم المتميز.. والمعلمة المتميزة
هما من يحرصان على إفادة الطلاب والطالبات أثناء الدرس بأي إستراتيجية كانت.