إبراهيم الطاسان
المكون السكاني لأي دولة، قد يكون مزيجاً من بشر استقر على رقعة من الأرض تحكم تصرفاته سلطة الدولة، ويحتكم ويحكم بقوانينها النافذة، ويخضع نفسه لإرادة الغالبية. وقد يكون مجتمعاً متجانس العرق والدين واللغة والعادات والتقاليد محكوم بسلطات وقوانين الدولة. هذه قاعدة تتكئ عليها معرفات المكونات السكانية. وبما أن واجب المكون السكاني لأي دولة أن ينضوي تحت معايير سلطان وقوانين السلطة الشرعية. فإن الخروج على سلطان الدولة وقوانينها خروج من المكون الشعبي للدولة. إلا أن معايير تصنيف المكونات الشعبية خضعت لازدواجية معان اللغة السياسية إستراتيجيًا، واللغة الدبلوماسية تكتيكيًا. وفي الغالب أن اللغة الدبلوماسية التكتيكية تخدم مخفي اللغة السياسية الإستراتيجية. وشواهد هذه الازدواجية قد تكون أكثر من مجموع مفردات هذا المقال. فمنظمة إيتا الإسبانية، وجيش التحرير الوطني الكولومبية كانت تتنازع اللغة السياسية الاستراتيجية. بين مختلف الأطراف كل حسب موقفه من أي من المنظمتين. ومنظمة التحرير الفلسطينية، وما ماثلها من منظمات فلسطينية صنفت قبل كامب ديفيد كمنظمة إرهابية تكتيكيًا. بينما أفجر المنظمات الإرهابية في العالم هي منظمة كاها نتشاي (اليهودية) التي أسسها الحاخام الأمريكي كاهانا. لم يسمها أحداً في الغرب بالإرهابية رغم أن من أهون أعمالها الإجرامية مذبحة الحرم الإبراهيمي. واعتبرت في نظر الغرب مكون إسرائيلي. وفي الوقت الذي تفجر فيه بيوت العبادة، وتقتل الناس لمجرد استنكار الفعل، وتغتصب النساء ويجند الأطفال, وتهتك سلطة القانون، وتلغى الشرعية وتهدم كيان الدولة، وتمارس ممارسة العصابات بنهب الأموال، ويحال دون إغاثة الجياع والمرضى. وإنقاذ المصابين بين الأنقاض، ودفن الموتى من قلة لا تنسب إلا إلى الصفر من مجموع السكان. نجد من يمعن بازدواجية لغته التكتيكية (الدبلوماسية) توطئة للغة استراتيجية سيتحدث بها لاحقا حسب خطته. فالدبلوماسية حيث لا زال يوصف الحوثيين، وبشار الأسد وبشيحته بالمكونات. الشرق والغربية والإدارة الأمريكية خصوصا مرحلة الرئيس أوباما لغتها الدبلوماسية أن الحوثيين مكون يمني. وقد قلدهم بعض المتضررين من اليمنيين أنفسهم بوصف الحوثيين بهذا الوصف. والحقيقة التي تقوم عليها قاعدة تعريف المكونات السكانية أن الحوثيين خارج دائرة تعريف المكون. فقد خرجوا على السلطة الشرعية، وعطلوا قوانينها النافذة، وشذوا بالخروعلى إجماع اليمنيين المتمثل بمخرجات الحوار الوطني الذي وقعوا عليه وما كان توقعهم عليه إلا كما وصف الله صلاة المشركين في المسجد الحرام {وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً....} الآية. وينطبق المعنى على المخلوع حين وقع على المبادرة الخليجية وهو يقول المهم بالتنفيذ.. الحوثيون ليسوا مكوناً يمنياً إنما هم مكون فارسي يستهدف الأمة العربية. لحقد دفين منذ سويت المدائن. إيران الفارسية تقول إنهم مكون يمني، إن كانت إيران تؤمن بحق المكونات فإن منظمة خلق مكون فارسي أصيل لهم في إيران ما تراه للحوثيين في اليمن. وبشار ونظامه لم يعد يملك ركناً هاماً من أركان الدولة وهو الشعب الذي رفضه بثورته، والسلطة التي فقدها على ذات الشعب بممارسته الهمجية انتفت ركائز قاعدة توصيف المكون من الحوثيين وصنوهم بشار الجحش. ومكانهم خلف القضبان مع الرأفة.