جاسر عبدالعزيز الجاسر
تبدأ اليوم في الأردن وعلى ضفاف البحر الميت القمة العربية الثامنة والعشرين، هذه القمة التي يترقبها العرب جمعياً وسط إحباط عام إذ لا يتوقع الكثير من المواطنين العرب أن يحقق القادة العرب كثيراً من الآمال العربية وطموحات جماهيرها لمعرفة العرب جميعاً حجم التدخلات ووجود أنظمة عربية للأسف الشديد تعمل على تنفيذ أجندات ليست في صالح العرب وتخدم أنظمة أخرى كانت ولا زالت السبب فيما وصلت إليه بعض الدول العربية التي تعيش أوضاع غير طيبة وبعضها تصنّف دولاً فاشلة، والبعض الآخر يعاني من احتلال الجيوش ومليشيات أجنبية وبعضها يتحكم بقرارها وسيادتها أنظمة بعيدة عن هويتها ولا تبحث إلا عن مصالحها المذهبية الضيقة.
أمام القادة العرب على طاولة القمة العربية الثامنة والعشرين العديد من الملفات والقضايا ولكن الذي يهم المواطنين العرب هو التصدي لمن يعملون على استلاب الأرض العربية سواء من قبل الصهاينة الذين وضعوا أيدهم على أرض فلسطين ويواصلون تغييب القضية الفلسطينية مستغلين الخلافات العربية وانشغال الدول التي كانت أكثر الداعمين لهذه القضية بالتصدي للمحتل الآخر (النظام الإيراني) الذي أصبح منافساً للإسرائيليين في احتلال الأرض العربية، بل أكثر من ذلك السيطرة على القرار السياسي في ثلاث دول عربية وظف بعضاً منها لتمرير ما يريده حتى في الاجتماعات العربية ومنها القمة الحالية في الأردن، حيث قدمت مشاريع تسعى إلى فتح مجالات وإعطاء فرص أخر لاختراق الاجتماع العربي وتخريب أي محاولة إصلاحية، وهنا لا بد من القادة العرب أو على الأقل ممن استشعروا خطورة ما يخطط وما عمل من اختطاف نسبة كبيرة من المسلمين العرب وبالتحديد وبوضوح من الإخوة الشيعة العرب، فقد انخدع بعض من هؤلاء العرب الذين لهم دور كبير في الدفاع عن القضايا العربية كمواطنين أصلاء وشرفاء على أوطانهم، وللأسف الشديد البعض من هؤلاء العزيزين على كل عربي (وأشدد على البعض منهم) انساق وراء ادعاءات ملالي إيران ونظامهم الإجرامي بأنهم (يحمون الشيعة العرب) ويدافعون عنهم، رغم أن كل متابع وقارئ جيد يرى أن ملالي إيران يجندون الشيعة العرب كوقود ولحماية نظام إرهابي إجرامي عانت منه أوطانهم كالعراق ولبنان والبحرين والآن اليمن وهذه البلدان التي تضم الكثير من الشيعة العرب يعلمون كما عانت بلدانهم وتضررت من اختطاف ملالي إيران للشيعة العرب، وقائمة قتلى الشيعة في سوريا من العراقيين واللبنانيين وحتى البحرينيين واليمنيين ومثلهما قائمة من قتل من العراقيين توضح مدى الاستغلال البشع للعاطفة المذهبية للشيعة من قبل نظام إجرامي إرهابي استطاعوا اختطاف الشيعة العرب وتجنيد بعضهم لخدمة مخططاتهم وأطماعهم، وللأسف الشديد ساهمت الدول العربية على نجاح ملالي إيران في اختطاف نسبة كبيرة من الشيعة العرب الذين لم يجدوا من يهتم بهم ويساعد المراجع الشيعية التي ترفض تسلط ملالي إيران وهناك العديد منهم في لبنان والعراق وحتى داخل إيران، وهذا ما يجب أن يهتم به القادة العرب ويضيفوا ملفاً آخر لملفاتهم يختص بالتحصين والحفاظ على الشيعة العرب وإعادة من تم خداعهم من ملالي إيران للحضن العربي.