أحمد محمد الطويان
القمة العربية 28 في الأردن أضاء فيها خادم الحرمين الشريفين بمواقف سعودية عربية راسخة، لحماية المنطقة العربية وشعوبها، ولاستشراف المستقبل.. قمة ناجحة، في أجواء أقل توتراً، وأكثر إيجابية، وبحضور سعودي مؤثر وهام في الملفات التي لم تغفل عنها المملكة، وكانت على جدول أولوياتها دائماً.
الملك سلمان تحدث عن سوريا مؤكداً الموقف الأصيل في مناصرة الشعب السوري، والمطالبة في حفظ حقوقه، وحمايته من القتل والتشريد، مع التأكيد على الحل السياسي وفق "جنيف1" لإزاحة شبح الفوضى التي عمّت سوريا، ولا يمكن الإبقاء على هذه الحالة، لتبقى سوريا واحدة وآمنة بمؤسسات متماسكة عقيدتها وطنية.
ولم تغب ليبيا.. التي وجه إليها خادم الحرمين الشريفين رسالة من القلب، ليحمي أبنائها وحدة أرضهم، ولينبذوا الإرهاب، ويلتفوا حول وطنهم ويتضامنوا من أجله. ولليبيا أهمية كبرى في منطقة المغرب العربي، وسيكون كابوساً مزعجاً تحولها إلى مركز للإرهاب في نقطة جغرافية بالغة الأهمية والتأثير.
تحدثت السعودية بلسان ملكها وقائدها ورمزها الكبير، وبحضوره المؤثر، فلا مجال لنسيان القضية الفلسطينية، وهي القضية التي لم تبتعد عن هموم العرب منذ القمة الأولى في انشاص 1946، وفي كل القمم الـ39 وبكل الاجتماعات واللقاءات.. وجاء التأكيد على الحق الفلسطيني، مع إيمان المملكة العميق بأن السلام العادل والدائم والشامل هو الحل الأكبر للقضية الفلسطينية، ومن هنا يأتي التأكيد الدائم على المبادرة العربية للسلام.
أما تدخلات إيران في الشئون العربية، فلا مجال لقبولها، والملك سلمان الذي أكد بالقول رفض التدخلات بالشئون العربية، قدم الأفعال المشهودة من خلال المواجهة الجادة للمشروع الثوري الإرهابي للنظام الإيراني، ومن موقع القوة والمكانة الكبرى للمملكة في زعامة المنطقة العربية، جاء التحذير الشديد على كل من يحاول زعزعة الداخل العربي.
وتبقى اليمن ملفاً مهماً يحمله "سلمان العرب" في قلبه أينما حل.. ويؤكد حفظه الله دوماً على أن الحل السياسي يرتكز على ثلاثة أساسات هي القرار الدولي 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، وأن مستقبل اليمن وأمنه واستقراره وعروبته من الأمور التي لا نقاش فيها ولا مساومة عليها.
والتأكيد السعودي مستمر ودائم على محاربة التطرف والإرهاب بكافة أشكاله، وهنا تأتي المسؤولية الدولية الكبرى لملك يحمل هم الإنسان في كل مكان، ويحمل رسالة الاستقرار إلى العالم.
في البحر الميت أحيا سلمان العرب روح المسؤولية العربية، مع مطالبة بتطوير الجامعة العربية بسرعة.. سلمان العرب حضر إلى عمّان بدينه وعروبته وسعوديته الشامخة، ومعه رسالة وطن لا يرضى بغير الحق ولا يعلي سواه.. حفظ الله سلمان قائداً للعرب يجدد فيهم ما طواه الزمن.