«الجزيرة» - الرياض:
وسط أجواء ترفيهية إلهامية مفتوحة تخفف من عناء الجهد الذي لقيه مشاركو «ماركاثون مسك» الذي نظمته مؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز «مسك الخيرية» بالتعاون مع مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، على مدى 48 ساعة متواصلة. تُوّجت مساء يوم الاثنين الماضي في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية الفرق الأربعة الأولى الفائزة، والتي يتكون كل واحدة منها من 6 أعضاء، بجوائز عينية مقدمة من عدة جهات بحضور لجنة الحكم إضافة إلى ممثلين عن العلامات التجارية المشاركة في ماركاثون مسك.
وفي كلمة سبقت إعلان أسماء الفائزين قدم الأستاذ فهد حميد الدين الأمين العام لمهرجان نكست، امتنانه وشكره لفرق العمل المشاركة بجهد ومحبة في إنجاز هذا العمل، وخص بالذكر مؤسسة مسك الخيرية نظير ما تقدمه من مبادرات خلاّقة تحفّز شباب الوطن باختلاف اهتماماته، فيما أكد الأستاذ يوسف الحمادي مدير الإعلام والنشر في مؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز «مسك الخيرية»، على أن الشباب شريك النجاح الأول في جميع ما تطلقه المؤسسة من مبادرات، مشيداً بجهود المشاركين في «ماركاثون مسك» من حيث الأفكار الإبداعية وابتكار الحلول التي تتناسب مع ثقافة المملكة العربية السعودية برؤية شبابية عالمية من شأنها تطوير مجال التسويق في المستقبل.
وبعد مداولات استمرت قرابة الأربع ساعات وصلت لجنة التحكيم إلى ترتيب الفرق الفائزة بناء على معايير أخذت في الاعتبار «فرادة الفكرة وتميُّزها» كما أشار إلى ذلك مستشار التطوير في مسابقة «ماركاثون مسك» الأستاذ خالد طاش الذي أعلن أسماء الفائزين في الماركاثون، مشيداً بأفكار جميع المشاركين، من فاز منهم ومن لم يفز، فالجميع بمشاركتهم أضافوا لعالم التسويق الكثير.
كما ثمَّن طاش لمسك الخيرية ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية هذا العمل الإبداعي، متمنياً استمراره في الأعوام المقبلة.
وفازت المجموعة التسويقية الأولى بالمركز الأول عن التحدي المقدم من شركة العربية للإعلان حول مشكلة توجيه الإعلانات بشكل مثمر وفعّال، وفقاً لنوع وحاجات الشريحة المستهدفة، بفكرة رائدة تركز على استثمار اللوحات الإعلانية الخارجية المنتشرة في طرق المدينة، وذلك اعتماداً على إحصائية محلية تؤكد أن النساء وحدهن يمثّلن 80 في المئة من مشاهدي هذه اللوحات بحكم مكان جلوسهن في السيارة كركاب يتاح لهن مطالعة المناظر الخارجية بحرية أكبر، مقارنة بقائد السيارة المشغول بالطريق. فضلاً عن إمكانية المساهمة عن طريق هذه اللوحات في إيجاد أجواء إبداعية تضفي على الطرق الخارجية المزيد من الجمال والمتعة.
فيما حصدت المجموعة التسويقية الثانية جائزة المركز الثاني في التحدي المقدم من الهيئة العامة للطيران المدني لخلق تجربة سفر ممتعة عبر المطارات السعودية، وذلك من خلال أفكار شارك من خلالها الفريق الفائز بتقديم خيارات إبداعية متنوعة وجذابة تناسب المسافرين بشكل عام والأسرة بشكل خاص لتساعدهم في قضاء وقت أفضل خلال مدة الانتظار للرحلات المغادرة.
أما المركز الثالث فقد كان من نصيب المجموعة التسويقية الثالثة عن التحدي المقدم من «ملعب ونادي الغولف» في المدينة الاقتصادية حول مشكلة محدودية المهتمين بهذه اللعبة محلياً وكيفية الترغيب فيها وتقديمها لشريحة أوسع من الجمهور، فجاء الحل من واقع هذه الملاعب كونها تمثل إطلالة جميلة ومريحة يمكن ربطها بعملية التسويق لوحدات سكنية محددة ومميزة، ما يخدم بدوره لعبة الغولف ويرغب فيها على المدى القريب والبعيد، إضافة إلى إضفاء لمسات جمالية وبيئية ضرورية على عمران المدن بشكل عام.
وبينما حُجبت جائزة «أفضل فريق» لأسباب فنية من قبل لجنة الحكم تقرر استبدالها بمركز رابع كان من نصيب المجموعة الرابعة في التحدي المقدم من «دلة البركة» حول فكرة جديدة للاحتفاء باليوم السعودي الوطني، حازت بدورها على إشادة وتفاعل الحضور.
وكانت الفعاليات قد انطلقت بمشاركة أكثر من 200 موهوب من الكوادر الوطنية في مختلف المجالات التسويقية، في تنافس وتحدٍ مثير، حيث شكّل مجموعة من الشبان السعوديين غرفة عمليات مصغرة في الساعات الأولى من «ماركاثون مسك» لخوض التحدي مع مجموعات أخرى للخروج بنتائج تسويقية لمعالجة إحدى المشكلات التي تواجه المطارات في السعودية تسويقياً.
ووضعت مجموعة الشبان المكونة من 7 أشخاص عنواناً للمشكلة التي سيناقشونها بـ»كيف نبني مطارات المستقبل»، حيث اخضعوا تلك المشكلة لبحث، وتساؤلات حول عزوف الناس عن المطارات في المملكة، وانتهت بـ6 خطوات للتنفيذ تشكّلت في لوحة للرسم المشكّلة ومن ثم حلها.
وضع الشبان اسم «سارة» أم لثلاثة أطفال، وكانت محوراً لإدارة الحلول، حيث بنى عليها الفريق عملياتهم التسويقية التي تحتاج إليها المطارات في المملكة، إضافة إلى دراسة المسافرين، ونوعية شخصياتهم، والحاجات المحببة لديهم، والمزعجة لهم أيضاً.
وكان الهدف الذي يريد الوصول إليه قائد المجموعة الشاب سلطان الظاهري مع مجموعته هو تحويل تجربة السفر السيئة إلى تجربة جيدة، واستنتجوا أن الفئة الأكثر إقبالاً على المطارات هم صغار السن، إضافة إلى أن المطارات تجمع كافة الجنسيات بمختلف الثقافات وهنا نقطة بدء الحلول بحسب رأي المجموعة، ولا سيما أن التسويق فيها يكون صعباً كون الاهتمامات مختلفة.
بحث الشريحة المستهدفة كانت أيضاً أولى الخطوات المهمة لمجموعة الشبان الذين تفجرت طاقاتهم للتحدي مع المجموعة الأخرى التي تبحث نفس الحلول، حيث إن أبرز الأهداف التي رسمتها الدراسة هي أنه ومنذ دخول المسافر إلى المطار، ومغادرته يكون في حالة جذب تسويقياً.