عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة... لو لم يكن تركيز واحترام كل السعوديين للعراق وشعبه وتاريخه، لما حقق الأخضر مبتغاه وحصد نقاط لقاءه الأخير، بكل جدارة واستحقاق، لقد حاول البعض سحب اللقاء خارج الملعب من خلال الرجوع إلى قرار محكمة الكأس، وأحقية لعب المنتخب السعودي على أرضه وبين جماهيره، أمام شقيقه المنتخب العراقي، بعدما لعب مباراة الذهاب على ملعب العراق اختار لذلك العاصمة الماليزية في كوالالمبور.
استغربت حديث رئيس الوفد العراقي في أول تصريح له والطريقة المستفزة التي حاول من خلالها استفزاز الشارع السعودي ونقل الأمور والأحداث خارج المستطيل الأخضر وقد يكون ذلك نابعا من شعوره بعدم مقدرة منتخب بلاده على تجاوز المنتخب السعودي، وحاول أن يوتر الأجواء لعل وعسى أن يكون له تأثيره السلبي على المنتخب والجماهير حسب اعتقاده ولكن لم يحقق مبتغاه ولم يصل إلى هدفه، فكنا أذكى منه وبكثير فكان الترحيب والحفاوة والاستقبال المثالي السمة الحاضرة من الجميع، منذ وصول الفريق العراقي للمطار وحتى لحظة انطلاق اللقاء وكان الأخير واضحا في المدرج من خلال يافطات ولوحات ترحيب وتقدير للعراق وشعبه ومنتخبه وهذا ليس بغريب على بلد العرب الأصيل بلد الحرمين الشريفين فقد كسبنا اللقاء وتقدمنا للأمام وكسبنا احترام الجميع وإشادتهم وتقديرهم وهذه هي السعودية وشعبها الأصيل وقيادتها الحكيمة تعرف كل شيء وتتصرف من أجل كل شيء.
بنتلي على قد الهدف
استغربت كما استغرب الكثير من خبر منح أحد لاعبي نادي الاتحاد المحترفين سيارة بنتلي بعد تحقيق الفريق كأس سمو ولي العهد وكان حجم الاستغراب يندرج تحت بند الظروف التي يعيشها الاتحاد من أزمة مالية ومشاكل دولية غير مسبوقة وإذا ما أدركنا أن السيارة التي أعلن عن منحها تبلغ قيمتها ما يقارب مليونين ريال سعودي وهذا المبلغ النادي أولى به لو تبرع به عضو الشرف الذي أعلن عن تقديم السيارة ولكن أعتقد أن العضو قد أدرك طريقة الهدف وتسجيله رغم أهميته وأهمية المناسبة والرعاية الكريمة.
ولأن الهدف لم يكن خارقا أو مميزا وجاء من تسلل وأصبح هدفا غير شرعي بخطأ من المساعد الثاني فقد منح العضو السيارة حسب ما حققه بنتلي من العقد الماضي موديل 2006 أي موديل قبل 11 عاما وأعتقد أنه كان مصيبا فقد أوفى بوعده ومنحه على قدر هدفه.
غدا ثأر هلالي أم تأكيد نصراوي
تتجدد غدا الإثارة من جديد وتعود الملاعب للمسابقات المحلية ومنافساتها ومن حسن حظ الشارع الرياضي الذي يعيش أفراح انتصارات منتخبنا وقرب تأهله لكأس العالم أن يلتقي في القمة السعودية ديربي العاصمة النصر والهلال لتتجدد الإثارة وتترقب الجماهير الخليجية والسعودية قمة من قمم الكبار، حيث تتميز المواجهة أنها بخروج المغلوب، وكان آخر لقاء جمع الفريقين في كأس سمو ولي العهد واستطاع النصر أن يفوز ويتأهل ويخرج غريمه من المسابقة الغالية، وغدا ينتظر الجميع تأكيدا نصراويا أم ثأرا هلاليا وإقصاء غريمه من أغلى البطولات والتي تحمل اسم قائدنا وملكنا حفظه الله.
نقاط للتأمل:
- مبروك لكل السعوديين قيادة وشعب وشارع رياضي للانتصارات المتتالية والمتميزة لمنتخب الوطن والذي من خلال عودته وحد الشارع الرياضي، فكل الألوان والانتماءات والأندية ومنسوبيها وقفو وقفة رجل واحد خلف منتخب وطنهم وهذا المأمول والمطلوب، وكان لحضور أكثر من 60 ألف متفرج في الجوهرة المشعة، أكبر تعبير وأكبر رد على من حاول أو يحاول زرع تفرقة بين مشجعي ومنسوبي الأندية من خلال طرح غير مهني فمهما اختلفنا يظل المنتخب فوق الجميع والحمد لله أن حلم العودة أصبح قريبا.
- خرجت قمة المنتخب السعودي والمنتخب العراقي في أحلى صورها وسجلت متعة وإثارة وقوة وقبل ذلك تعتبر مباراة نظيفة، تعاون اللاعبون من المنتخبين مع حكام اللقاء ولم تحدث أي مخاشنات أو اعتراضات حتى البطاقتين اللتين منحتا للعابد والفرج كروت (بايخة) وليس لها داعي وكان بإمكان اللاعبين تفاديهما وبذلك فشلت كل المساعي والخطط لمن حاول سحب الأمور خارج نطاقها وسحب اللقاء خارج الملعب ولكن الحكمة والدراية والأصالة انتصرت من أصحاب الأرض والضيافة وهذا غير مستغرب فالسعودية بلد مضياف للملايين سنويا وليس لعشرات فقط كانو مقدرين ومكرمين من القدوم وحتى المغادرة.
- لا أتصور أن القمة السعودية وديربي العاصمة ستجد حضورا جماهيريا كبيرا والله أعلم، حيث إن اللقاء يقام أثناء أيام إجازة للطلبة وهناك الكثير من هو مغادر خارج الوطن أو خارج العاصمة وأعتقد سيكون الحضور مقبولا ولكن ليس بالضخم كما تعودنا رغم أهمية اللقاء وحساسيته ومغادرة أحد الفريقين من أهم مسابقة محليا، وكل ما آمله أن تكون قمة تليق بسمعة الكرة السعودية وبسمعة العملاقين وتكون امتدادا للأفراح الرياضية التي يعيشها الشارع السعودي في هذه الأيام.
- صعق الأستاذ ياسر المسحل الشارع الرياضي وجعلهم يعيشون في قلق غير مسبوق عندما أعلن أن عدد القضايا في الفيفا على الأندية السعودية أكثر من مئة وأربعين قضية وهذا عدد مهول، ومن خلال هذا الرقم أعتقد أن هناك أندية عديدة ستلحق بما حصل عليه نادي الاتحاد من خصم نقاط وقد يصل الأمر إلى أكثر من ذلك، وكل ما نتمنى أن تبادر كل الأندية بحل مشاكلها وتقفيلها سواء قديمة أو جديدة قبل أن (يطيح الفاس بالرأس) وفي ذلك الحين لن يفيد النياح والاستنجاد والله المستعان في كل الأحوال.
خاتمة:
الحمد لله أن لي أصدقاء قدامى كالذهب وأصدقاء جدد كالماس فإذا حصلت على الماس فلا تنسى الذهب لأنه حتى تحمل قطعة الماس فإنك تحتاج إلى قاعدة من ذهب وهؤلاء هم أصدقائي ولله الحمد.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما يكون لي الشرف بلقياكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.