مهدي العبار العنزي
الإسلام دين الرحمة والتراحم والتسامح والمحبة والتلاحم، والإسلام نهى عن الظلم والجور، والتعالي والغرور. إنه الظلم الذي يمثل الاعتداء، والغطرسة والاستعلاء. ولكن وعد رب السماء. إن مصير الظالم التلاشي والتبدد والانتهاء. ووعدهم سبحانه وتعالى بالعذاب: قال جل وعلا. {وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا} (19 سورة الفرقان)، الظلم تأباه الفطرة السليمة، والعقول الحكيمة. لا تقره النفوس البشرية. ولا تتعامل به الضمائر الحية. ومن شدة فداحته وخطورته حذر الباري عز وجل منه كما جاء في الصحيح أن سيد البشرية نبي الهدى محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن الله تعالى قال في الحديث القدسي «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا»، اليوم والعالم يعيش في عصر العلم والتقدم والابتكار والفضاء والخيال العلمي أما آن للظلم أن ينتهي؟ بكل أسف الجواب لا خاصة في المجتمعات العربية والتي أخذ بعض أبنائها على عاتقهم ممارسة الظلم ولم يدركوا أنه عكس العدل تماما.
وبهذا انحراف تام عن فضيلة العدل والتعدي على الحق إلى الباطل ومعانقة الجهل والتكبر والطمع والحقد واتباع خطوات الشيطان والجهل بحقيقة الأمانة التي حملها الإنسان! ألم يعلم هؤلاء أن الفتن الطائفية والمذهبية ظلم وأن عقوق الوالدين ظلم وأن التعدي على الحرمات ظلم وأن قتل الأبرياء ظلم ونهر الفقراء ظلم وخيانة ولي الأمر ظلم والتنكر للدين والوطن ظلم وعدم احترام حقوق الإنسان ظلم والإرهاب ظلم والكذب ظلم وقذف المحصنات ظلم والغش ظلم والتطاول على الفضائل والقيم ظلم وما دام أن كل هذه الأشياء محرمة في الإسلام لأنها تمثل المعاصي بصورها البشعة وهي مجتمعة ظلم وظلمات يوم القيامة فهل أحد منا يرضى أن تنطبق عليه هذه المحرمات، ولندرك أنه مهما ظلم الظالمون وتجبر المتجبرون فمالهم من ولي ولا نصير والسؤال متى يقضي العلم على الظلم؟