بعد تنصيبه رئيساً، وقّع على قرارات تنفيذيّة ليعرض توقيعه لوسائل الإعلام ليعكس عزم الإمضاء بقوة على التحرك على أوراق قرارات مهمة تغيّر المزاج السياسي العالمي وفق إيقاع الإمضاء الأمريكي الجديد في البيت الأبيض .
قدَر العالم كله أن يتأثر بالأوراق التي يمضي عليها الرئيس الأمريكي؛ لا سيما ما يختص بالسياسات الخارجية تجاه الشرق الأوسط والعالم العربي تحديداً، لعدة أسباب جذرية أهمها الاستثنائية التاريخية في العالم، فجلّ أهل الأرض منبع إيمانهم في الشرق الأوسط والعالم العربي المتطلع للخروج من نفق أزماته القاتمة وانبعاث نهضة جديدة تضيء العالم من جديد؛ لكن عبث إيران المستمر في المنطقة من خلال تدخلها في شؤون الآخرين حال دون تحقيق الاستقرار و التطلع لفرص النهضة والتنمية لاسيما في تلك البلدان التي عثت فيها فساداً؛ لذا أمام ذلك الإمضاء فرصة تاريخية ليوقع على ورقة خروج إيران من العالم العربي عبر تفعيل القرارات الصارمة ضدها وفي حال تفعيلها ستكون مكتسبات العالم العربي قوية جدا أهمها:
1 - أن العالم العربي أمامه فرصة ليستوعب دروسا كثيرة جداً بعد زلازل 2011 م وتكمن أهميتها الاستثنائية أنها أتت من الداخل، لكن لم تتح له الفرصة الكاملة لاستيعابها نظرا للتدخلات الإيرانية المستمرة في شؤونها.
2 - أن دول الخليج العربي تتطلّع بقوة إلى نهضة حضارية وبدأت بخطواتها الجادة و إلى تحفيز ودعم الدول العربية الأخرى لتخطو خطوات مماثلة.
3 - أن تحقيق مفاهيم النهضة أصبحت فرصها أقوى لدى الدول لاسيما في زمن الحداثة السائلة، لم تستوعب الدول العربية تلك المفاهيم جيدا لأنها كانت مشغولة بالأزمات التي تخلقها إيران عبر أذرعها و خلاياها .
4 - أن ملف القضية الفلسطينية سيكون التعامل معه بصورة أعمق و أكثر ذكاء في حال خروج إيران من الملف لاسيما مع ارتفاع الوعي الشعبي العالمي و الدولي المتمثل في المنظمات و الهيئات الدولية التي اعترفت بفلسطين .
ربما أن مزاج الربح و الخسارة التي يفهمها جيدا عقل التاجر أجدى نفعا من عقل مثقل بتعدد الأوجه و اللعب في الخفاء .
إمضاء الرئيس الأمريكي دونالد ترمب : من المتوقع أن يتحرك على أوراق كثيرة ليمحو إمضاء سلفه و يحرق الأوراق الخاطئة التي تحرك عليها.
- حمد الدريهم