جاسر عبدالعزيز الجاسر
المعلومات التي حصلت عليها الدول الكبرى، والتي لها مصالح متعددة في المنطقة العربية، وبالذات التي تستعمل الممرات البحرية الدولية في نقل وارداتها من الطاقة، والصادرات التي ترسلها لدول الشرق الأوسط، تؤكد أن ملالي إيران، ومن خلال ما أنشأوه من مليشيات إرهابية أصبحت تشكل خطراً حقيقياً، ليس على الدول العربية التي نشرت مليشياتها الإرهابية فيها وتفشت كالخلايا السرطانية في الجسم العربي، بل أصبح النظام الإيراني يشكل تهديداً على مصالح الدول كافة، بما فيها الدول التي تستعمل الممرات البحرية الدولية.
فبعد سيطرة مليشيات إيران الرسمية «حرس الثورة الإيراني» على مضيق هرمز، والذي أصبح تحت سيطرة الملالي نسبياً، وخاضع لأهواء وتصرفات عناصر الحرس في البحرية الإيرانية؛ إذ كثيراً ما تتحرش الزوارق السريعة التي ترسلها عناصر الحرس الإيراني بالبوارج والسفن الأمريكية والبريطانية، والتي كانت في السابق في عهد ولاية أوباما تتحاشى الاشتباك بتلك الزوارق وتغير مسارها، إلا أن التعليمات المبلغة للقوات الأمريكية وأسطولها في الخليج العربي بالرد والاشتباك عند أي محاولة استفزاز من قبل حرس الملالي، وهو ما يهدد الأمن والسلام في إقليم الخليج العربي، ويجعل الوضع في مياه الخليج العربي قلقاً يرتبط بالحالة السلوكية لمن يديرون النظام الإيراني، والذين لا يمكن الوثوق بهم أو الاطمئنان لما يقومون به من تصرفات غير متوقعة.
ولهذا، فإن القوى الدولية والإقليمية باتت أكثر قلقاً بعد نشر الأذرع الإرهابية التابعة لملالي إيران في المناطق التي تسيطر على الممرات الدولية، فقد تأكد للولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا من أن النظام الإيراني زود مليشيات الحوثيين والانقلابيين من فلول قوات علي صالح بصواريخ وراجمات وأجهزة رادار ونشرها على السواحل اليمنية لتهديد الملاحة في مضيق باب المندب وخليج عدن والبحر العربي، فبالإضافة إلى ما ضبطته السفن الأمريكية والسفن الحربية التابعة للتحالف العربي من أسلحة، ومن ضمنها صواريخ مرسلة إلى مليشيات الحوثيين، أيضاً تأكد للأمريكيين وقوات التحالف وجود منصات لإطلاق الصواريخ المرسلة من إيران؛ سواء على السواحل اليمنية أو في بعض الجزر الإفريقية التي استأجرها نظام ملالي إيران من دول لا يهمها سوى الحصول على قيمة الإيجار.
ما رصدته القوى الدولية والإقليمية من وجود تهديد جدي للملاحة الدولية في الممرات البحرية بات يفرض سرعة تحرك دولي وإقليمي للقضاء على هذا التهديد الجدي، والذي يضاف إليه وجود ميناء هام يمني تحت سيطرة الحوثيين والانقلابيين، والذي يشكل قاعدة إرهابية تدعم لوجستياً أذرعة ايرإن الإرهابية، وتستعمل لنقطة دعم لمليشيات الحوثيين والانقلابيين من خلال استعمالها كنقطة استلام للأسلحة والصواريخ التي تستعمل للاعتداء على أراضي المملكة العربية السعودية، ولهذا، فإن التحرك الدولي والاقليمي لابد وأن يضيف ميناء الحديدة وتحريره من سيطرة الحوثيين وتخليص اليمنيين من تسلط الحوثيين وملالي إيران الذين يستعملون الموانئ والسواحل اليمنية لتهديد الأمن والسلام في المنطقة، ويستغلون الأراضي اليمنية لحرمان اليمنيين من تلقي الغذاء والدواء معطين أولوية لاستقبال الصواريخ والأسلحة للاعتداء على الجيران وقتل المواطنين.