فهد بن جليد
مُنظمات حقوق الإنسان المُتشدِّقة دائمًا ضد السعودية في موقف مُحرج، إن لم تُنصف حملة (وطن بلا مُخالف) التي تعاملت مع المُخالفين لنظام الإقامة في المملكة بمُنتهى الرُّقي والإنسانية، عندما منحتهم فرصة ومهلة الـ (90 يومًا) حتى يُبادروا بالتوجه فورًا لمنافذ المُغادرة، والاستفادة من إعفائهم من الغرامات المالية المُترتبة عليهم جراء مُخالفة نظام الإقامة في البلد، ومن الآثار المُترتبة على (بصمة مُرّحل) دون أن يحرموا من فرصة العودة مرة أخرى إلى السعودية مرحبًا بهم بالطرق النظامية والشرعية، ووفق نظام الإقامة والعمل.
من النادر أن تقوم السلطات في أي بلد يقصده الأجانب بكثرة - حتى لو كان للسياحة لا العمل - بتقديم مثل هذا العرض الرحيم المُغرّي، وهذه التسوية المُنصفة جدًا - برأيي - وهي تتيح المجال أمام شخص مُخالف لنظام الإقامة، لتصحيح وضعه ومُغادرة البلاد دون عقاب أو خسائر، ليبقى أمامه فرصة البحث عن الطرق النظامية للعودة للمملكة، والانخراط في عجلة التقدم والتطور ضمن الأشقاء والأصدقاء (المُقيمين بيننا) بكل ترحاب وتقدير، والمُساهمة في البناء التنموي الذي تعيشه المملكة، لتحقيق أحلامه الشخصية بالطرق المشروعة والنظامية.
برأيي أن المُخالفين المُغادرين من كافة الجنسيات والمُستفيدين من المهلة هم أشخاص محظوظين وأذكياء، فقد جنبوا أنفسهم تبعات المُخالفة التي ارتكبوها في أنظمة الإقامة والعمل، واحتمالات تعقبهم وضبطهم (بعد التسعين يومًا)، وعندها ستكون المُعادلة والمُعاملة مُختلفة.
عبر وسائل التواصل الاجتماعي تبرز بعض الأصوات المشبوهة التي تتحدث دائمًا عن قضايا المُقيمين في السعودية وتحاول تشويه صورة تعامل السعوديين ونظرتهم إلى المُقيمين، وهناك من يكتب تعليقات على بعض الأخبار لا تمثل رأي السعوديين الذين يقدِّرون ويرحبون بكل شخص يُقيم بطريقة نظامية في المملكة، وأحيانًا تكون هذه التعليقات مُعرِّفات مجهولة المصدر وهدفها الإثارة والبلبة.
أنا هنا أدعو هيئات ومنظمات وجمعيات حقوق الإنسان العالمية إلى النظر بعين (مُنصفة وفاحصة) إلى طريقة تعاملنا في السعودية مع المُخالفين لنظام الإقامة؟ عندما تم منحهم مثل هذه الفرصة قبل تطبيق النظام، وهو ما ينفى كل الصور المشوَّهة عن حياة المقيمين النظاميين وحقوقهم.
لنفتخر بهذه الطريقة الرحيمة والأخلاقية والإنسانية في التعامل مع المُخالفين، ولنسهم مُقيمين ومواطنين في مُساعدة كل مُخالف حولنا للمُبادرة بالمُغادرة، قبل بدء مرحلة التعقُّب..
وعلى دروب الخير نلتقي.