قبل أسبوعين تقريبًا كان المنتخب السعودي يلعب إحدى أهم مواجهاته في تصفيات كأس العالم المؤهلة لمونديال روسيا 2018 أمام منتخب تايلند في عاصمتها بانكوك نظرًا لكونها بداية انطلاقة المرحلة الثانية والحاسمة من التصفيات وعلى الرغم من فوز الأخضر وخروجه من المباراة مظفرًا إلا أن صانعي الأزمات رفضوا المشاركة في فرحة السعوديين بالفوز الثمين خارج الأرض وافتعلوا موضوعات أقرب ما تكون لقصص الأطفال فقط لأنهم لا يجيدون غير ذلك، فتارة يتحدثون عن مشكلات بين المدرب مارفيك والمشرف على الفريق طارق كيال وتارة أخرى يوجهون الفوز لأفراد ويتجاهلون المجموعة فيثيرون منافسة السهلاوي للجابر على أفضلية هدافي التصفيات، وكأن فوز الأخضر واستمرار زعامته للمجموعة لا يعنيهم في شيء، وكأن المنتخب السعودي لا تنتظره مواجهة أهم بعدها بأيام في جدة وأمام المنتخب العراقي العنيد.
ولم يكتف هؤلاء بقصصهم السابقة إِذ تلفتوا وبحثوا فور فوز منتخب الوطن على العراق واقترابه من تحقيق حلم التأهل للمونديال ففتشوا في أحداث المباراة ولم يجدوا غير روح عالية من اللاعبين والتفافة متميزة من مسؤولي الأندية وتكاتف من الجماهير والإعلام الواعي وحينما أسقط في يدهم ولم يجدوا ما يروي نهمهم ويشفي غليلهم أداروا القنوات وبحثوا فيها حتى اختلقوا قصة ضعيفة وواهية عن خلاف بين رئيس الاتحاد السعودي عادل عزت وقناة الكأس وبدوا بوضع الألحان المناسبة لترنيمتهم الجديدة، لكنهم صدموا بعدها بيوم بلقاء حار يجمع منسوبي الاتحاد السعودي بطاقم قناة الكأس ليسقط في يدهم وتبطل حجتهم، وليتهم يتوقفون عند هذا الحد؛ بل ليتهم يتعلمون معنى الصفاء وكيف تسمو النفوس وتترفع عن الصغائر ومن ماذا تتكون ثقافة الفرح وما الذي تعنيه اللحظة ومعايشتها ببساطة، نعم ليتهم يتعلمون ذلك من الدرس العظيم الذي قدمه لهم مدرج المنتخب السعودي درس التلاحم والتكاتف ونبذ الأنا وحضور روح المجموعة.
ليتهم يتعلمون على الأقل من أجل أنفسهم كيف يفرحون بنجاح الآخرين ويدركون كيف أن ذلك النجاح يمسهم ويعد نجاحًا لهم أيضًا.
وعزاؤنا هنا أمام هذا الفكر الغريب أن الأغلبية من مسؤولين ولاعبين وجماهير وإعلام ناضج قد تجاوزوا هؤلاء إلى مجالات أرحب وإلى آفاق أوسع عنوانها الكل واحد وفرحة الوطن فرحة للجميع.
دقائق
- «ديربي» الليلة سيعيد تنافس الأندية المحموم وسيعيد الجماهير للغة «الطقطقة» وذلك أمر طبيعي في عالم كرة القدم والجميل أن موعد أقرب مباراة للمنتخب السعودي أمام أستراليا سيكون بعد انتهاء جميع المنافسات المحلية.
- النصر سيقاتل على فرص الفوز بآخر بطولة ممكنة هذا الموسم بينما سيقع الهلال في حيرة الاختيار بين التركيز على الدوري أو المخاطرة بدخول المنافسة بقوة على أكثر من بطولة.
- قصة دبي مع لاعبي الشباب المغادرين تحتاج إلى وقفة.
- بعد معاناة لسنوات بات الحصول على مكان في المنتخب السعودي صعبًا جدًا على اللاعبين، وربما تكون تلك النقطة إحدى أهم ملامح التغيّر الذي طرأ على الأخضر.
* ثانية
« اقبل التحديات.. لكي تتمكن من الشعور بنشوة النصر».
- جورج باتون
... ... ...
- عبدالوهاب الوهيب