سامى اليوسف
من القواعد الأساسية للنجاح، «تجاهل المحبطين حولك»، لا يفعل ذلك إلا طموح يثق بقدراته، وهذا ما طبّقه المدرب الهولندي «الخبير» مارفيك في بدايات عمله مع «الأخضر» السعودي.
يقول نجم الكرة المصرية محمد أبو تريكة، بنظرة خبير فاهم، إن مارفيك هو النجم الأول لمباراة المنتخب وضيفه العراقي، وضع بعده الجمهور السعودي، ثم النجم يحيى الشهري.
أكثر ما يميز المدرب الهولندي هو هدوؤه مما يساعده في مسألتيّ التركيز في التحضير الجيد للمباراة، والقراءة الجيدة لخصومه قبل وخلال المباراة، ولأنه مدرب بدرجة «خبير» فإنه يرتكز على علاقته العاطفية مع اللاعبين بدرجة أكبر في تطبيق أسلوبه، فالعلاقة نقرأها من روح الفريق الواحد لدى اللاعبين، وتطور أداء بعض اللاعبين وتباين المستوى بين النادي والمنتخب، وحالة الانضباط التي بات يمتاز بها معسكر الأخضر، ولعل اللقطة التي أظهرته في حديث جانبي باسم، ومحفز مع المهاجم ناصر الشمراني تؤكد ما ذهبت إليه.
مفتاح إقناع المدرب للإعلام، والشارع الرياضي بأسره في منطقتنا العربية هو اللاعب «حجر الزاوية»، طالما اقتنع بطريقة وأسلوب عمل المدرب وعلاقته معه، فإن العقبات الأخرى ستتلاشى بالتدريج، خاصة إذا توفر غطاء دعم قوي من الإدارة، وهي في حالة المنتخب تتمثّل بالهيئة الرياضية واتحاد الكرة.
أمر لا يقل أهمية وهي تتعلق بالحظ، فالمدرب الذي يرتبط بعلاقة وثيقة مع الحظ، تسهل أموره كثيرًا، فالسيد مارفيك دعمه الفوزان اللذان أحرزهما الأخضر أمام تايلند والعراق، وهذان يمثّلان الدفعة الأولى من أقساط الثقة التي نالها كاملة فيما بعد، وصولاً لمواجهة العراق في جدة.
شخصياً أرفض التعامل بانتهازية مع انتصارات مارفيك والأخضر وتجييرها لمرحلة ما، أو إدارة معينة دون غيرها، فالمشوار في تصفيات كأس العالم يمضي وفق مراحل ذات نتائج تراكمية، بالتالي (عيد، عزت، وابن مساعد) جميعهم شركاء فيما وصلنا إليه، لن أتعامل بانتقائية، حتى وإن كنت غير راض كمراقب، أو إعلامي عن مرحلة إدارة الأستاذ أحمد عيد، لكن الموضوعية تفرض منح كل رجل حقه.
كل الأمنيات لمنتخبنا بأن يبلغ مونديال روسيا، ويتأهل لكأس العالم للمرة الخامسة مباشرةً دون الاضطرار لخوض معركة الملحق المرهقة، وأقول «شكرًا» من القلب لجماهير المنتخب في المنطقة الغربية، ولصقورنا الخضر، وأبارك مجددًا للوطن الانتصارات المتلاحقة للأخضر في انتظار الفرحة الكبرى.