من أجزل نعم الله على هذه البلاد أن مَنَّ عليها بقيادة رشيدة منهجها الإسلام ودستورها القرآن، فهي تحكم بكتاب الله وتقوم بأوامره وتنتهي بنواهيه، وشؤون المواطنين همها الأهم وشغلها الشاغل..
ولعل منطقة القصيم أحد النماذج المتميزة السعيدة بقيادتها المتمثلة في صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن مشعل - حفظه الله.. فهنيئاً لها برجل العطاء والحكمة والتواضع والتواصل مع أفراد المجتمع، فها هو يشاركهم أفراحهم مهنئاً، ويشاطرهم آلامهم مواسياً أو معزياً، يستمع إليهم ويستجيب لهم ملبياً طلباتهم، مشاركاً لهم طموحاتهم.. لا يترك مناسبة أياً كانت إلا ويشارك أهله وأبناء المنطقة فيها، ويزور المحافظات والمراكز ليتابع عن قرب تنفيذ المشروعات والتوصية بالانتهاء منها على أكمل وجه وفي أقرب وقت..
وهذا -ولله الحمد- ديدن الأسرة المالكة الكريمة مع المواطنين منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه.
وسمو الأمير فيصل بن مشعل -حفظه الله- تراه حاضراً قبل غيره عند الأحداث المهمة في المنطقة، فتشاهده مراقباً ومتابعاً بالليل والنهار، يفاجئ الدوائر الحكومية ليقف على مدى خدمتها للمواطن، كالمدارس والمستشفيات وجميع المصالح التي لها علاقة بالمواطن ليتحقق بنفسه من مدى سرعة ودقة الخدمة المقدمة للمواطنين.. ويُعَدُّ صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن مشعل راعي التطوير في هذه المنطقة العزيزة من مملكتنا منطقة القصيم.. فمنذ كان سموه نائباً لأمير منطقة القصيم إلى أن نال الثقة الملكية الكريمة، وتولى إمارة المنطقة، وسموه معروف بجديته في مواجهة التحديات والمشكلات التي تواجهة أفراد المجتمع السعودي في جميع المجالات، وفيما يخص الشباب وحاجتهم، من رعاية الصحة العامة ومتطلبات الحفاظ عليها والاقتصاد والاستثمار، والزراعة في القصيم ومشروعات ومبادرات التسويق لمنتجات المحافظة بما يحقق التنمية والرفاهية لأبناء القصيم.. لتذليل كل التحديات التي تواجه أهل القصيم.. فقضية توظيف الشباب كانت أحد هذه التحديات المهمة التي تصدى لها سموه بتشكيل لجنة للتنسيق الوظيفي والتي تعتبر الأولى من نوعها على مستوى المملكة.
وإيماناً منه - حفظه الله - بأهمية الشباب ودورهم في بناء اقتصاد الوطن ومستقبله، أطلق سموه جائزة للشباب العصامي لتنمية روح التنافس بين الشباب العصاميين في تعزيز ومواصلة نجاحاتهم، فقد حرص سموه على تقديم نموذج واقعي في تشجيع وتنمية ثقافة العمل الحر..
وكذلك اهتم سمو الأمير فيصل بن مشعل في مجمل ما يهتم به صحة المواطن؛ فهي سر قوته ووسيلة إنتاجه ليرقى المجتمع بسواعد أبنائه الفتية، فنشأت فكرة لجنة أصدقاء بنوك الدم من لدن سموه الكريم بفكر أبوي إنساني داعم لفئة أولئك المحتاجين جراء عمليات جراحية وأمراض مختلفة وغيرها..
واستمراراً على هذا النهج الأبوي الحريص على أبنائه أسست الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الكبد «كبدك»، والتي جاءت بفكرة من سمو الأمير الدكتور فيصل بن مشعل كأول جمعية على مستوى المملكة تهتم بمرضى الكبد، لتقدم الخدمات الصحية والنفسية والمادية والاجتماعية لمرضى الكبد وذويهم على مستوى المملكة.
وفي الجانب الاقتصادي، لاحظ سموه زيادة الإنتاج من التمور سنوياً في منطقة القصيم خاصة وفي المملكة بوجه عام، وعدم استغلاله كمنتج بالطرق الفنية الاقتصادية المثلى، فأسس سمو الأمير جمعية منتجي التمور لضمان تسويق التمور بطريقة تجارية مفيدة للمزارعين..
كما تولى سموه رئاسة لجنة تنمية الاستثمار بالمنطقة، والتي قامت بناء على توصية من مجلس المنطقة بإمارة القصيم، هدفها الاعتناء بفرص أوجه الاستثمار ودراسة إمكانية ما يقدم للمستثمرين وإبراز هذه الفرص. ورعى سموه إطلاق المهرجانات التسويقية لمحاصيل منطقة القصيم مثل مهرجان العنب ومهرجان الكليجا.. وغيرها.
وفي المجال الاجتماعي والإنساني الذي يهدف إلى تقوية اللحمة الوطنية وتقديم نماذج للعفو والتسامح، فإن سمو الأمير فيصل بن مشعل يرأس لجنة إصلاح ذات البين.. وتحقيق العفو وإصلاح ذات البين لكثير من القضايا، ومن أبرزها قضايا القتل وحقن الدم وقضايا أخرى تختص ما بين الأسر، وكان للأيمر دور كبير في إقناع العشرات من ذوي الدم بالعفو والتسامح في عدد من القضايا، إضافة إلى قضايا العضل والعديد من المشكلات الأسرية، كما تبنى سموه متابعة إنهاء كثير من مشروعات الإسكان في مراكز ومحافظات المنطقة مثل مشروع صحار السكني ببريدة والذي يعتبر أحد أكبر المشاريع السكنية بالمنطقة.
إن ما ذكرناه من جهود وإنجازات صاحب السمو الملكي الدكتور فيصل بن مشعل قليل من كثير، وغيض من فيض من إنجازات سموه الواقعية.. وهو ما يدعونا للاعتذار لسموه عن جهدنا المتواضع في تناول إنجازاته - حفظه الله.
حفظ الله بلادنا، بلاد الحرمين الشريفين.. ووفق ولاة أمرنا إلى ما فيه الخير.. إنه نعم المولى ونعم النصير.