سعد الدوسري
المتابع عن كثب لما يُنشر حول بعض القضايا الاجتماعية الحاسمة، يلاحظ بأن هناك مَنْ يستغل اهتمام الناس بها، لكي يعجل بها أو يؤخرها، مع إنَّ كلا الطرفين يدركان تمام الإدراك، أن حسم هذه القضايا في يد المؤسسة الرسمية. ويدّعي قلة من هؤلاء بأن بعض قطاعات تلك المؤسسة هي التي تطلق ما يُسمى ببالونات اختبار، لجس النبض الاجتماعي حيال مثل هذه القضايا الشائكة.
في الدول التي تؤمن برصد توجهات أفراد المجتمع، ليس هناك داع لإطلاق بالونات. كل ما في الأمر، أن تكون هناك حملة توعية عن القضية، ثم يتم إجراء استفتاء شعبي، ومن خلاله، ستكون الرؤية واضحة للمؤسسة. يجب في هذه الحالة، أن تكون لدينا جهتان؛ جهة تنظم الحملات، وجهة تجري الاستفتاءات. وبناءً على النتائج، تختار المؤسسة القرارات المناسبة. ومن المؤكد في هذا السياق، أن تقل نسبة الذين يثيرون الضجيج، إذ لن يكون المزاج الاجتماعي العام منحازاً لهم.
أكثر ما يؤرق الناس، هو أن يتم فرض القرارات عليهم، خاصة إذا كانت لديهم تحفظات عليها. ومن السهل بممارسة آليات من هذا النوع، أن تتضح الرؤية، وتقل التحفظات. وهذا سيكون بلا شك، في صالح مُصْدري القرارات، وفي صالح القرارات نفسها، أي أن الجميع سيجنون الثمار، كلٌ من شجرته الخاصة، ولن نضطر أن ننتظر طويلاً لكي تتحول القضايا المهمة، من الجانب التنظيري إلى جانب التطبيق.