«الجزيرة» - «المحليات»:
منح مكتب البراءات بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالرياض الباحث السعودي عبدالعزيز سعيد بن جلخف، براءة اختراع لابتكاره جهازاً ميكانيكياً للإنقاذ من الآبار الارتوازية العميقة. وقالت مدينة الملك عبدالعزيز في بيان لها: إن الابتكار يتكون من أداة للتثبيت وذراع متحرك وأداة للالتقاط وسبتة مرنة مرتبطة مع بعضها البعض بشكل عمودي.. موضحة أنه عند وجود محتجز داخل البئر يتم إنزال الجهاز بواسطة (كيبل)، وعند اقترابه من المحتجز الذي توضحه شاشات العرض في لوحة التحكم، بواسطة الكاميرا المثبتة بوسط أداة الالتقاط، يتم فتح أداة التثبيت حتى تستقر أقدامها على أطراف البئر، بعدها تفتح أداة الالتقاط والمثبت بها السبتة لتتناسب مع قطر البئر، وتكون أطرافها الخارجية ملاصقة لجدار البئر؛ لتتمكن من المرور من النقطة الواقعة بين جسم المحتجز والجدار، ثم تدفع أداة الالتقاط نزولاً بواسطة الذراع المتحرك إلى أن تستقر السبتة بين جدار البئر وجسم المحتجز، وتلف حوله، ويكون جسم المحتجز أو جزء منه كاليد بداخل أداة الالتقاط. بعد ذلك يتم شد الحبل الموجود في السبتة من الداخل ويرفع المحتجز إلى الأعلى.
من جانبه قال لـ«الجزيرة» الباحث عبدالعزيز سعيد محمد جلخف، من محافظة سراة عبيدة، والمهتم في مجالات الابتكار والتقنية: إن الفكرة الأولية للاختراع بدأت قبل 15 عاماً، لكن لم يكن هناك دافع للاستمرارية في التنفيذ حتى بداية عام 2011م. فلما وقعت حادثة سقوط فتاة أم الدوم بمحافظة الطائف، بدأت في التنفيذ الفعلي لفكرة التوصل إلى جهاز يساهم في عمليات رفع الأنقاض والإنقاذ من حوادث السقوط في الآبار الارتوازية بطريقة سريعة وفعَّالة. وأضاف جلخف: خلال السنوات الأربعة تم تصميم العديد من الرسومات والنماذج وتطبيقها فعلياً على أرض الواقع إلى أن توصلت إلى نموذج يمكن، من خلاله المساهمة في عملية رفع الأنقاض والإنقاذ بشكل فعَّال وبأسرع وقت ممكن، مشيراً إلى أنه بعد التأكد من فعالية الفكرة وقابليتها للتنفيذ والتصنيع، تم التقديم على مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالرياض بشكل رسمي في 12-5-2014م الموافق 13-7-1435هـ؛ للحصول على براءة الاختراع، واستغرق ذلك ما يقارب العامين، تخللها العديد من الفحوصات الشكلية والموضوعية، وبعد اجتيازها تم منحه براءة الاختراع برقم 4720 في 26-3-2016م الموافق 17-6-1436هـ عن اختراع (جهاز إنقاذ من الآبار الارتوازية).
وأوضح الباحث عبدالعزيز جلخف، أنه يوجد لديه براءة اختراع أخرى تم التوصل إليها، بعد حادثة احتجاز ليد طفلة في فرامة لحم كهربائية، وتكرار مثل تلك الحوادث على مستوى المملكة، وهو اختراع (أداة دفع الطعام الآمنة) لحماية الأطفال من مخاطر فرامات اللحم الكهربائية، وحصل على هذه البراءة من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية برقم 4257 وتاريخ 30-10-1436هـ، وتم تسجيلها بمكتب الاختراع الدولي (PCT)، كما حصل كذلك على شهادة الجودة من هيئة المواصفات والمقاييس السعودية.
واستطرد جلخف: يوجد لديّ العديد من الابتكارات والتجارب، وأطمح أن ترى اختراعاتي النور وإخراجها كمنتج نهائي، وألا تكون حبيسة الأدراج ومجرد وثيقة لا أكثر ، مؤكداً أن أساس نجاح أي اختراع هو تصنيعه وتطويره ليصبح منتجاً نهائياً بالشراكة مع الجهات المصنعة، وذلك بأن يتم التعاون مع إحدى الشركات الوطنية أو العالمية التي تتعامل مع الجهات المستفيدة من هذه الاختراعات.
وأبدى الباحث عبدالعزيز جلخف، استعداده الكامل لمواصلة تطوير الجهاز وإخراجه بشكله النهائي القابل للتسويق. عازياً عقبات عدم وصول المنتجات إلى السوق إلى عرضها على الجهات المستفيدة وهي غير مكتملة التطوير، فتقتل معظم الأفكار وهي في مهدها. ولا يلقي جلخف ، باللوم على هذه الجهات لأنها ليست الجهات المخولة بتصنيع أو تطوير المنتجات، وإنما هي جهات مستفيدة فقط. قائلاً : بأنها يمكنها المساعدة عن طريق التأثير على القطاعات المصنّعة التي تقدّم الحلول والمنتجات، بالتعاون مع المخترعين السعوديين في المجال نفسه. مشدداً على أن هذه الخطوة مهمة لتحقيق أحد أهداف رؤية المملكة في توطين التقنية والتصنيع، عن طريق الدعم المعنوي والمادي لكل مخترع يرغب بتصنيع اختراعه وتطويره . قائلاً: الهدف ليس إيجاد البراءة فقط، وإنما جعلها حقيقة، وهذا يتطلب جهداً من الجهات المعنية وتيسير الوصول لتلك المصانع، بما يتوافق مع رؤية ولاة أمرنا، حفظهم الله، للمملكة 2030 في تبني كل ما يخدم هذا البلد الكريم ومواطنيه.