م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1 -في استبيان أجاب عليه العشرات من الشباب الناجحين في عالم الأعمال الحرة على السؤال المطروح أعلاه.. وكلها إجابات صبت في الجانب الإيجابي لأن السؤال كان في ذلك الاتجاه.. وإلا فلا شك أن للوظيفة الحرة خسائرها الجسيمة.. ولكن ليس هذا هو موضوع الاستبيان.
2 - منهم من قال: حينما تكون موظفاً حراً تعرف في نفسك ما لم تكن تعرفه من قبل وما لن تعرفه لو كنت موظفاً في شركة ولست حر نفسك.. تتيح لك الوظيفة الحرة أن تتعرّف على قدراتك العقلية والجسدية والنفسية.. وأن تتعرّف على مَلَكَاتك الإبداعية.. وتتحدد لديك وبوضوح القيم والمفاهيم التي تُلْزم نفسك بالعمل وفق أعرافها وليس وفق قيم ومفاهيم الشركة التي تعمل بها.. كما تتعرّف على حدودك التي لا يمكنك تجاوزها، مستنداً إلى معرفتك لنقاط قوتك والفرص المتاحة أمامك.. فمصيرك بين يديك وحدك.
3 - وقال آخرون: إن المكسب الكبير في كونك موظفاً حراً هو أن تكون القائد لفرقتك التي تعزف وفق ألحانك.. لتحقيق أهدافك للوصول إلى أحلامك.. دون أن تكون محكوماً بمدير أو صاحب عمل يُمْلي عليك ماذا تعمل وكيف تعمل.. دون النظر إلى ماذا تعرف أو ماذا تريد أو كيف ترغب أن تعمل.
4 - واتفقت مجموعة أخرى: على أن أكبر مكسب في العمل الحر أنك تبني بيدك شيئاً تملكه وحدك.. فهذا يمنحك مقداراً عظيماً من الرضا عن النفس.. وأنك حققت شيئاً مستقلاً ولم تكن فقط ترساً مقيداً في آلة كبيرة.. بل أنت الذي صنع الآلة المستقلة بذاتها.. مما يعطيك إحساساً بالإنجاز.
5 - وأجمعت الآراء على أن المكسب الأهم هو تجاوز العائق النفسي الكبير ممثلاً في الخوف من الفشل.. أو الوقوف أمام ضعف الموارد أو انتظار الفرصة أو الوقت المناسب.. أو عدم الثقة بمستقبل السوق أو البحث عن الأمن الوظيفي.. واكتشفوا أن كل ذلك ليس سوى مبررات وعوائق نفسية.
6 - أخيراً: اتفقوا جميعاً على أن الانفجار الاتصالي أتاح للجميع فرصاً متساوية.. فاقتربت المعلومة وبرزت المعرفة واتسعت المدارك.. وأتاح هذا المناخ المفتوح للكل فرصة الاستفادة من المشاركة الذهنية في صناعة القرار.. مما جعل من مهارة التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي في الوظيفة الحرة ضرورة وأساساً للعمل والاتصال وإنجاز الأمور بشمولية ودقة.