فهد بن جليد
لا يجب أن يقتصر تكريم المؤسسات الحكومية والجمعيات الأهلية ومنح الجوائز والأوسمة على المُبادرين بتقديم أعمال كبيرة وظاهرة، أو المُتبرعين بأموال طائلة فقط، في مجتمعنا أعمال إنسانية بسيطة وصغيرة يقومبها أشخاص (عاديون) بعيداً عن الإعلام وعدسات المصورين، تكريم (روادها) له أثر أبلغ وأكبر في نشر السعادة بين أفراد المجتمع.
هذا الأسبوع كرمت بلدية العويقلية (130 كلم ) شمال عرعر، المواطن (بادي المزيريب) الذي اعتاد تقديم وجبة الإفطار والمشروبات الباردة ( لعمال النظافة ) في الحي الذي يقطن فيه كل صباح، العمال هم من أبلغوا مسؤول البلدية الذي بادر بتكريم المواطن في منزله، رغم بساطة الخبر إلا أنه يعكس جانباً مُشرقاً وإنسانياً في مجتمعنا، نحن أحوج ما نكون إلى إبراز مثل هذه السلوك الإنساني بيننا، لتأصيل الصور والأفكار الإيجابية ودعمها (كأكسير) نجاح المجتمع وسعادته.
بيننا نماذج (مُضيئة) تستحق التكريم مثل العم (بادي)، لأنَّها تُعزز الإيجابية المستديمة في البيئة المُحيطة - رغم بساطة ما يقومون به كسلوك - إلا أننا في حاجة لتسليط الضوء على تلك المُبادرات الشخصية، التي تعكس الحس الإنساني والمواطنة الصالحة عند كثير من السعوديين تجاه المُقيمين في بلادنا، وهي أحق بالإبراز والظهور من أخبار الأخطاء وجوانب التقصير التي تمتلئ بها وسائل الإعلام المحلية والعالمية المسؤولة عن تعزيز صور نمطية خاطئة عن المواطن السعودي.
لعلي هنا أذكر فعالية أطلقها في (يوليو الماضي) طبيب أسنان مصري، وسمَّاها (شركة السعادة) تهدف لنشر روح السعادة في المجتمع المصري من خلال قيام المواطنين الشركاء بأعمال خيرية وتطوعية وإيجابية (للشعور بالآخر).
دعونا نفكر بطريقة إيجابية، ونبرز مثل هذه المُبادرات الصغير بيننا، ونفتش عن أصحابها وندعو لتكريمهم، حتى تكون هذه الأخبار دافعاً لسعادة المجتمع - عوضاً - عن الأخبار السيئة الأكثر انتشاراً و تداولاً، ففي مجتمعنا مُبادرون وشركاء حقيقيون في (شركة السعادة) أسسوها بأعمالهم البسيطة في مضمونها، والعظيمة في إنسانيتها - دون تخطيط مُسبق - مثلما صنع (العم بادي)..
وعلى دروب الخير نلتقي.