الأمم المتحدة - عواصم - وكالات:
أرجأ مجلس الأمن الدولي في ختام جلسة طارئة عقدها أمس الأربعاء للبحث في هجوم يرجح أنه كيميائي استهدف أول أمس الثلاثاء بلدة خان شيخون السورية التصويت على مشروع قرار غربي يدين النظام السوري المتهم بشنه وذلك لإفساح الوقت أمام الغربيين للتفاوض مع موسكو حليفة هذا النظام. وبحسب دبلوماسيين فإن التصويت على مشروع القرار الذي قدمته واشنطن ولندن وباريس قد يتم اعتباراً من اليوم الخميس يأتي ذلك في وقت حين حذرت فيه الولايات المتحدة باتخاذ إجراءات أحادية في حال الفشل. وانتهت جلسة المجلس التي استمرت ساعتين بلا نتيجة بشأن الهجوم المشتبه بأنه سام في سورية, ولم يصوت المجلس على مشروع القرار الذي تقدمت به الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والذي تمت صياغته في صفحتين وأدان الهجوم المحتمل بشدة وطالب بسرعة الكشف عن ملابساته.. غير أن مشروع القانون لم يتضمن عقوبات ولكنه هدد بها دون تحديدها كما لم يتم التوصل إلى إيجاد الرد المناسب على الوضع في سورية التي تعاني من حرب أهلية منذ سنوات.
وفي وقت ارتفعت فيه حصيلة ضحايا الهجوم الكيمائي بغازات سامة على شمال غرب سوريا إلى 86 قتيلا بينهم 30 طفلاً بحسب حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الإنسان الذي رجح ارتفاع عدد الضحايا تبادل مندوبو الدول الأعضاء في المجلس الاتهامات خلال الجلسة ووصفت الأمم المتحدة الهجوم على بلدة خان شيخون بأنه ثاني أكبر هجوم كيميائي في سورية بعد الهجوم على الغوطة الشرقية في أغسطس عام 2015.
ونقلت قناة (روسيا اليوم) عن المفوض الأممي السامي لشؤون نزع السلاح كيم وون - سو قوله أمس إن الأعراض التي ظهرت لدى المصابين جراء هجوم خان شيخون تدل على استخدام غاز سام يشبه السارين، مؤكدا أخذ عينات من التربة لإجراء التحاليل. ووفقا للقناة فقد أقر كيم بأن الخبراء الدوليين لم يتمكنوا بعد من جمع المعلومات الضرورية ولم يتأكدوا من كيفية نقل السلاح الكيميائي إلى خان شيخون. واعتبرت روسيا (نص القرار) غير مقبول على الإطلاق في مؤشر جديد إلى الانقسامات بين الغربيين وموسكو حول الملف السوري.
وفي وقت دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى فرض عقوبات على النظام السوري ندد السفير الفرنسي في الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر في مجلس الأمن بـ(جرائم حرب وبجرائم حرب على نطاق واسع وبجرائم حرب بأسلحة كيميائية).
بالمقابل هددت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي باتخاذ موقف أحادي من جانب بلادها في حال الفشل.. وقالت هايلي خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن: (عندما تفشل الأمم المتحدة باستمرار في مهمتها القاضية بتحرك جماعي، هناك أوقات في حياة الدول نجبر فيها على التحرك بأنفسنا). لكن هايلي أحجمت عن شرح ما تقصده بتحرك أحادي، علما بأنه أحد المواقف الأكثر قوة ووضوحا للولايات المتحدة منذ وقت طويل حول النزاع السوري. وهاجمت هايلي روسيا لعدم ممارسة نفوذها على حليفها السوري.. وقالت (كم من الأطفال يجب أن يموتوا بعد لكي تبدي روسيا اهتماماً بالأمر؟). وأضافت (إذا كانت روسيا تملك التأثير الذي تدعيه في سوريا، فعليها أن تستخدمه)، وعرضت أمام أعضاء المجلس ما قالت إنه صورتان لضحايا الهجوم الكيميائي المفترض أول أمس في خان شيخون. وقالت في ختام اجتماع مجلس الأمن الرئيس السوري بشار الأسد (رجل بلا ضمير) وسورية وروسيا وإيران (ليست لديهم رغبة في السلام). وأضافت هيلي (لو كانت روسيا قد وفت بمسؤوليتها، ماكانت ستبقى أية أسلحة كيميائية ليستخدمها النظام السوري).
أما السفير البريطاني ماتيو ريكروفت فانتقد من جهته موسكو، معتبرا أن فيتو روسياً محتملاً يعني (أنهم يمضون مزيدا من الوقت في الدفاع عمن يصعب الدفاع عنه). وبالفعل تمسكت روسيا بموقفها المدافع عن النظام السوري.. وقال القائم بأعمال المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة بيوتر الييتشيف إن المهمة الأساسية تتمثل في القيام بتحقيق موضوعي وتجنب تقارير (الخوذ البيضاء) و(المرصد) فيما يتعلق بالهجوم الكيميائي المشتبه به في بلدة خان شيخون في سورية. وأضاف الييتشيف أن مشكلة الإرهاب الكيميائي قائمة ويجب النظر إلى المبادرة الروسية الصينية. ونقلت قناة (روسيا اليوم) عن الييتشيف قوله: إننا نؤيد إجراء تحقيق شامل وموضوعي.