أحمد بن عبدالرحمن الجبير
صنفته مجلة فورن بوليسي، ضمن القادة الاكثر تأثيرا في العالم، وصنفته شبكة بلومبيرغ من قادة الاقتصاد العالمي، وتصدر سموه قائمة «لويدز» كأبرز الشخصيات المؤثرة في قطاع النفط على مستوى العالم، وعلى رغم أهمية هذه الصدارة، إلا أن سمو الامير محمد بن سلمان - حفظه الله - تحمل مسؤولية تصحيح الأوضاع الاقتصادية في المملكة، وهي مهمة عظيمة، لأنها مهمة تاريخية ومفصلية، وترتبط بمستقبل المملكة الاقتصادي ومواطنيها.
لقد كانت المجالس السعودية منذ التسعينيات تتحدث عن ضرورة ضبط، وترشيد الانفاق، وعدم الاعتماد على النفط، وايجاد اقتصادات رديفة، لكن هذا الأمير الشاب الممتلئ قوة وحماسة وشجاعة استثنائية تدعمه وتؤازره حكمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وصلابة ولي العهد الأمين صانع الامن والاستقرار، فكان صاحبها، وقائدها ومنتجها ومهندسها.. الرؤية السعودية 2030م.
وعليه، فليس مستغربًا تصدر سمو الأمير محمد ين سلمان لهذا العام 2017م قائمة «لويدز» وذلك استنادًا إلى الجهود الكبيرة التي يقوم بها لدعم الاستقرار في السوق العالمي التي تعاني من هزة كبيرة وركود اقتصادي على مدار السنوات الماضية، حيث يؤكد هذا التصنيف، وغيره من التصنيفات السابقة الرؤية الاستراتيجية لسمو ولي ولي العهد، وجهوده في إعادة هيكلة الاقتصاد السعودي، وإدارته للعلاقات والسياسات الاقتصادية السعودية، إلى جانب وزارة الدفاع، حيث تهابه دول إقليمية لم تستطع مواجهته الا بالكلام الانفعالي.
فسمو الأمير محمد بن سلمان، مهندس الرؤية السعودية2030م، وبرنامج التحول الاقتصادي2020م والتي أطلقهما، وصاغهما بكل اقتدار لوضع المملكة في مقدمة دول العالم المتقدم وأيضا إنجاز سموه الكثير من الاتفاقيات العالمية مع الكثير من دول العالم لملفّات سياسية وتنموية، واقتصادية وأمنية ودفاعية، كما أنه يشرف على الطرح العام لأسهم شركة أرامكو العملاقة، والذي يعد الاكتتاب الأكبر في التاريخ.
فبيع جزء من شركة ارامكو، والشركات التابعة لها، وتحويل الأموال إلى صندوق سيادي سوف يمكن المملكة على الاستحواذ على حصص في شركات عالمية عملاقة في السوقين المحلي والدولي، لأن شركة أرامكو السعودية العملاقة تسيطر على أكبر ناقلات النفط في العالم وتتعاون مع شركات عملاقة لتطوير المشاريع، وتعمل على إصلاحات وتحديثات، وتغييرات من شانها أن تحسّن أداء صناعة النقل والنفط، وتنويع مصادر الدخل السعودي.
فالأمير محمد بن سلمان يعمل بطموح الشباب السعودي الواثق من نفسه، وبثقافة الكفاءة العالية والمساءلة، والابتعاد عن البيروقراطية، ويسعى الى فتح المجال أمام الشباب السعودي الطموح ودعم تطلعاتهم، والتحدث معهم بكل شفافية ووضوح، وذلك ليستفيد الوطن من طاقات شبابه.
لقد ركز سمو ولي ولي العهد جل اهتمامه منذ توليه منصبه كرئيس لمجلس الاقتصاد والتنمية على صناعة اقتصاد سعودي متين وقوي، ومفيد للوطن والمواطن، وسعى إلى الاستفادة من تجارب الدول الأخرى، ووضع خطط تهدف إلى ضمان تغطية كافية لتكاليف معيشة المواطن البسيط والتخفيف من آثار التقشف على فئات الدخل المنخفض والمتوسط، ودعم إعانات الوقود والمياه والكهرباء، وكذلك النظر في موضوع الضرائب، وتأثيرها على المواطن.
فسمو الأمير محمد حريص على أن يواجه العديد من التحديات الاقتصادية، وفق تخطيط سليم للمستقبل يُبنى على الاستثمار في المواطن السعودي، وتوفير فرص العمل لجميع المواطنين ومكافحة الفساد، والفاسدين، وتفعيل دور نزاهة في مراقبة المشاريع، والتعيينات في المناصب وتفعيل أنظمة المراقبة والشفافية، والمحاسبة حتى يكون أكثر ثقة، وتفاؤلاً بإمكانية تحويل ما يطرح اليوم من رؤية أصبحت حقيقية، واقعة لا محالة للمرحلة القادمة، وليس حلماً كما يدعي البعض.
انني على يقين تام، بأن سمو الأمير محمد بن سلمان رجل المهام الصعبة، والذي يمثل الشباب السعودي الطموح في حماسته، ورغبته في تطوير اقتصاد الاعتماد الذاتي، والاعتماد على القوة الحية السعودية، يدرك تمام الإدراك، بأن هذه المرحلة صعبة، وتحتاج الى قرارات جريئة ومحسوبة وسيكتشف السعوديون ذات يوم بأن هذا الرجل كان متقدما في تفكيره، وغيرته على وطنه، وأنه تحمل المسؤولية، وقرع جرس إعادة بناء الاقتصاد السعودي بكل شجاعة.