فهد بن جليد
يقول الصينيون في إحدى حكمهم الشهيرة (الابتسامة تكسبك 10 سنوات إضافية) والمقصود أن أثر الابتسامة يظهر على صاحبها قبل غيره، ولنا هنا (وقفة) مع ثقافة دخيلة تنتشر في مجتمعاتنا العربية، تربط بين تقطيب الحاجبين والملامح العابسة المفرطة في الجدية وبين النجاح والمكانة المرموقة، وهذا -برأيي- خطأ استراتيجي وقع فيه كثيرون مما أفقدهم فرصاً وعلاقات أكبر وأكثر!
الدرس الأول الذي تتعلمه عارضات الأزياء هو (ألا تبتسم) أثناء العروض، حتى لا تؤثر تعابير الوجه على تركيز المتابعين لتصاميم الأزياء، ونحن في حياتنا اليومية وعلاقاتنا بالآخرين -لسنا عارضي أزياء - بل نحن في حاجة إلى التأثير الإيجابي على من حولنا بهذه (الإشارة البسيطة) التي تفتح الأبواب المغلقة، وتغني عن عشرات الكلمات الاستفتاحية، لأنَّها ببساطة أقوى (قوانين الجاذبية) بين القلوب المتنافرة.
في معترك الحياة الصحراوية العربية وتقلباتها -تسقط الابتسامة- من قائمة ما نعلمه لأطفالنا في الغالب، حتى أنَّ هناك من عاقب الطفل الصغير إذا ظهرت ابتسامته الفطرية دون -سبب مقنع ووجيه- بحسابات وتعقيدات الكبار, كادت معها الابتسامة أن تختفي من تعابير وجوه أطفالنا، والغريب أن هذا السلوك (دخيل) -برأيي- على الثقافة العربية والإسلامية البشوشة في الأصل التي تنظر للابتسامة (كصدقة)، ومن المحزن أن العرب يقبعون في ذيل الشعوب المبتسمة، التي تصدّرها الشعب البرازيلي رغم كل (همومه وتحدياته) الكبيرة، بحسب دراسة وأبحاث في العلم الكامن وما وراء الابتسامة نشرتها صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية.
تعطيل الابتسامة في حياتنا لن يحل مشاكلنا بل على العكس سيفاقمها، ومن الخطأ الربط بين الابتسامة وكثرة المال (كمفتاح) لجلب السعادة دائماً، فأجمل وأشهر الصور العالمية كانت (لابتسامة) الفقراء والبؤساء رغم صعوبة الحياة، ومن ذلك مقولة (عندما تنظر لابتسامة الفقير، عليك أن تستحي من تشاؤمك)!
وعلى دروب الخير نلتقي.