إبراهيم الدهيش
- فتشت فلم أ جد بديلاً عن العنوان أعلاه له نفس الدقة في التعبير حين أقول: من المفارقات العجيبة والمضحكة في آن واحد أن من كتب وغرد وتحدث عن وفي التعصب في أعقاب الموافقة على اللوائح التنظيمية للحد والسيطرة على التعصب الرياضي ومعاقبة الخارجين عن نص الذوق العام وأدبيات المجتمع أغلبيتهم من رموزه يعرفهم المجتمع الرياضي بأسمائهم (واحد واحد) من عينة (عكوز بكوز) ومن على شاكلته ممن لا يملكون من المؤهلات سوى (طولة اللسان) وفلسفة (التهريج) واحترافية التدليس تجمعهم المصالح وتحالفات الضرورة وتقربهم المحسوبيات!!
- ولا يمكن تبرئة ساحة الإعلام الرياضي بكل قنواته ودوره في تقديم مثل تلك النماذج من الإعلاميين المشجعين ممن يعتبرون قلب الحقائق إثارة وهندسة الإشاعات (طقطقة) ممن يستحقون شهادات براءة (اختراع). مصطلحات وألقاب - يترفع قلمي عن كتابتها - لا تمت للرياضة برجالاتها ورموزها وبأنديتها وتاريخها وإنجازاتها بأية صلة!
- وإن كان الإعلام الورقي في أغلبيته أخف وطأة إلا أن (دكاكين) الإعلام الفضائي التي يهمها جلب المشاهد والمعلن بغض النظر عن أية أشياء أخرى ومنصات التواصل الاجتماعي وبعض - وأقول بعض - الصحف الإلكترونية تعد المنابر الأكثر مساهمة في الترويج وتكريس ثقافة التعصب وكراهية الآخر!
- كما لا ننسى تصاريح الضجيج المتخمة بالتعصب وقلة الحياء لبعض رؤساء الأندية والأحاديث غير المسؤولة والتغريدات المسيئة لبعض مسؤولي الاتحادات واللجان!!
- صحيح أن التعصب الرياضي ليس بدعًا جديدًا أو حدثًا طارئًا وهو موجود في كل رياضات العالم لكن يبقى تعصبنا (غير) وهذا ما يجب أن نعترف به فلقد زاد عن حده وبأساليب غاية في الاحترافية والخبث من خلال استغلال سمج لتقنية التواصل الاجتماعي ومنابر الفضاء المفتوحة لكل من هب و(دج) لدرجة أصبح يهدد لحمتنا الوطنية ونسيجنا المجتمعي وهنا تكمن المصيبة!!
- وعلى العموم يظل قرار إيقاف هذا العبث والانفلات اللا مسؤول البالغ التأثير على المدى الطويل سواء على الفرد أو المجتمع - إن طبق بكل جدية وبلا تهاون - أحد القرارات القوية التي تحتاجها ساحتنا الرياضية ويحتاجه عقلاء الرياضة الذين ينشدون مجتمعًا رياضيًا بأجواء نقية ومناخات صحية تسمح وتسهم في خلق وتنمية جيل رياضي شبابي مثقف يعي ويدرك المعنى الحقيقي للرياضة ومنافساتها بما ينسجم ويواكب (مشروع) تحولنا الوطني الذي يهدف فيما يهدف إليه إلى الرقي بثقافة شبابنا الذين يمثلون النسبة الأكبر من شعب المملكة وتوجيههم فكريًا وسلوكيًا.
- وفي النهاية أتساءل بعرض وطول احتفاليتنا بمنتخبنا الوطني: (ما تشوفون) أن درجة التفاؤل بوصولنا لموسكو بلغت حد المبالغة بالرغم من أن الرواية لم تنته بعد؟!!
- شيء من العقلانية يا إعلامنا.
- وبعض من (الركادة) يا جمهورنا.
- وكثير من (التقل) يا مسؤولينا. أدام الله علينا (كلنا) قيادة ووطنًا وإنسانًا ليالي الأفراح... وسلامتكم.