موضي الزهراني
في الأسبوع الماضي واجهتني حالتا عنف أسري سأطرحها لكم على النحو التالي:
- الحالة الأولى: إحدى الأمهات المطلقات ترسل لي على الواتس طالبة الاستنجاد بحماية طفلتها التي تبلغ من العمر 8 سنوات، لكنها تحت رعاية «عمها» لأسباب مرضية تتعلق بالأب، وتفيد بأن ابنتها قد تعرضت للاعتداء الجنسي وعمرها 4 سنوات! وقد كسبت حكماً سابقاً بحضانتها لكن قاضي الاستئناف رفض الحكم! وهي مازالت مُصرة على أخذ ابنتها في حضنها وحمايتها لأنها أمها وأحق بها من أي فرد من عائلتها خاصة أنها قادرة على رعايتها! وتتساءل هل لأنني مطلقة ومقيمة يتم حرماني من ابنتي؟!
- الحالة الثانية: إحدى المحاميات السعوديات تتصل بي في ساعة متأخرة من الليل، تتساءل كيف لأم أن تتصرف بعدما اكتشفت أن ابنها البالغ من العمر 9سنوات يتعرض لاعتداء جنسي من والده المدمن عند زيارته الأسبوعية له، وإلى الآن جلسات قضية الحضانة لم تنته، وبعرض ابنها على الطبيب أكّد لها تعرضه للاعتداء، لكن لا يستطيع إعداد تقرير طبي بذلك! لأنه من دور الطب الشرعي «طبعاً حتى الوصول للطب الشرعي سيطول من خلال قنوات كثيرة أتمنى اختصارها من أجل حقوق هؤلاء الأطفال المساكين»! فهاتان الحالتان اللتان أعتبرهما نموذجين لحالات كثيرة من أطفال المطلقات، تؤكد بأن إجراءات أنظمة الحماية الاجتماعية مازالت مجهولة لكثير من الأمهات المطلقات من أجل المبادرة العاجلة جداً لحماية أطفالهن من الخطر الذي يحيط بهم! وأن هذه النوعية من القضايا الأُسرية مازالت تأخذ وقتاً طويلاً من الجلسات بالرغم من الأدلة القوية لدى الأمهات، والتي قد تكون سبباً في دمار حياة طفل بريء! فما هو المتوقع لمصير طفل يتعرض للاعتداء الجنسي من أقرب الناس له؟ وماذا عن مصيره المستقبلي كإنسان لا يوجد بداخله المهزوز إلا سواد الماضي، بعدما عاش تجربة اعتداء جنسي صادمة في أحلى سنوات حياته «الطفولة» خاصة إذا أُهمل علاجهم النفسي والسلوكي لعدم وضوح الخدمات العلاجية النفسية لما بعد الصدمة لكثير من حالات الاعتداء الجنسي! ولعدم قدرة أيضاً كثير من المطلقات على متابعة بعض البرامج العلاجية النفسية لووجدت لغلاء العيادات النفسية الخاصة، ولعدم استطاعة مستشفيات الصحة النفسية تغطية مثل هذه البرامج النفسية لكثافة الحالات المرضية التي تتابعها! لذلك هؤلاء الضحايا يبحثون عمن ينقذهم من روتين القضاء، وجهل إجراءات التدخل لحمايتهم، ويناشدونك يا معالي وزير العدل بإنقاذهم من الأحكام التي تبعدهم عن أمهاتهم اللاتي هنّ أولى بحضانتهن ورعايتهن خاصة إذا ثُبت خطورة الوضع النفسي للأب!