أرغب أن أتحدث وأبوح إلى كائنات غرفتي الشخصية بلغة أخرى ليست ذاتها التي كانت من قبل شديدة الاحمرار تبدو لي من شدة إخلاصها في البوح كقطعة من كبدي.
سأحاول أن أجتهد في حل كل الكلمات المتقاطعة في كل الصحف الورقية كي أفسر الوقت الذي يتقاطع في هواجسي معك في كل الحكايات والمعاني ويضطرك إلى قطع ما بيننا من وصل لكنني أتراجع إزاء أنهار من الشعور العاطفي الممزوج بخلوتي مع ذكرياتنا العطرة.
يؤثر فيّ عطب حاسوبي كثيراً، فإذا تعطلت بعض الحروف في لوحة مفاتيحه وأضربت عن الكتابة فسوف أصاب بحالة من الشلل المؤقت. فهل سأكتب عبارات متقاطعة وحروفاً لا تعني كلماتها مثلاً؟ ومن سيفهم بعض المعاني بألفاظها الناقصة؟ لذلك فمرض حاسوبي يعني لي مشكلة عصية.
على أنه لا مستحيل في نظري مع الإرادة إلا أنني أسأل: كيف سأكتب في ظل بعض العقد الحاسوبية التي تشتت رغباتي في الجموح الكتابي؟ وكيف سأتعامل مع محتوى حاسوبي مجدداً وهو يحاول أن يخونني بين مقالة وأخرى؟
أحاول صداقة حاسوبي مجدداً بطريقة ذكية في التحايل على التقنية للعيش على خاطر الكتابة. فالإلهام الذي تمنحني إياه سيفعل المستحيل ليمضي إلى الكلمات. إنها طريقة الاستعباد الجديدة للتقنية الذكية بحيث تحبس طاقاتنا الحسية في حواسيبها .
الطريف في الأمر أنني أستطيع التكيف عاجلاً مع تلك الحالات الميكانيكية المتناقضة التي تجعلني طعماً للتقنية العاطلة المعطلة أحياناً . وعلى الرغم من مزاجيتي العسيرة إلا أإنني قد أبدو سلمية مثل حمامة تحاول الانحناء والاختباء في عش دفئها بسكينة واعية مدركة لمضمون السلم .
ربما تعلمنا مما يحيط بنا من كون ضرورة أن نتشرب المرونة والتكيف لكي نعد أنفسنا ونستعد لأية تغيّرات لم تحدث يوماً فلا نصير رهائن لعاداتنا التي وجدنا عليها آباءنا ونتصور أننا لا يمكن أن نمارس أسباب الحياة دونها . إنه العالم الذي ينبغي أن نتغير ونبدل مع تحولاته كي نستطيع أن نمتلك حالة الاتزان ونعيش أسوياء بما يليق بحياتنا وذواتنا.
- هدى الدغفق