جاءت فكرة هذا المقال عكس ماكنت قد خططت له للعدد القادم والسبب سائق سيارة أجرة .!
كان واقفاً أمام بوابة «القادمون» في مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز في انتظار من سيحملهم معه إلى مكان ينتظرهم رجل في بداية الستينيات، مرتب الشكل، مهذب الحديث حمل الحقائب ووضعها في مكانها المخصص وبعد انطلاقنا إلى حيث تهفو النفس بحثاً عن الطمأنينة والسكينة بالقرب من حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم بدأ حديثه.
كان رجلا إستثنائياً بداية من الحمد لله على سلامتكم نهاية بالكرت الخاص به، حيث يقدم خدمات سياحية تعريفية بالمدينة المنورة .
كان أجمل مافي حديثه الوقار الذي يلفه والمعلومات التي يقدمها بلطف وهدوء وثقة .
لم يكن من الذين يصطنعون المعرفة والزهو بالمعلومات، ولكنه كان موسوعة متنقلة تصفحتها خلال نصف ساعة وكنت أتمنى لو طالت.
سائق( التاكسي ) الذي يحملك معه في خط سيره إلى أكوان مختلفة وعالم رحب من المعلومات إنسان يستحق كل تقدير واحترام لأنه في الحقيقة هبة من الله.
أحب المعلومة مهما كان مصدرها، المهم أن تضيف لحياتي وألا يخلو يومي منها؛ لأنني على يقين أن خلقنا للبحث والمعرفة وليس للحياة على هامش معرفة غيرنا.
في سنغافورة وماليزيا ومصر وتركيا ولبنان تحديداً تعلمت الكثير من سائقي التاكسي كان كل واحد منهم يحاول أن لا تمل طريقة وألا تنساه، لا يريد أن يكون عابرا في أيام من يحملهم بل يتمنى أن ترسخ صورته في ذكريات الرحلة.!
** سائق الموسوعة إنسان علمته الحياة الكثير ولم يخلُ منها..!
- بدرية الشمري