نبيل حاتم زارع
من أسهل ما يكون إذا كنت لا تعرف شيئاً عن الأندية الأدبية ولا ترتادها ولا تعلم برامجها ولا من يرأسها ولا ترغب بزيارتها، إنه إذا سئلت عنها لا تقول إنك لا تعرف شيئاً حتى لا تظهر أنك غير مثقف أو غير متابع، ولكن بأبسط عبارة اذكر أن الأندية كلها شللية ومصالح وأنهم منغلقون على أنفسهم، وبهذه الطريقة تخرج من مأزق الحرج وتدعي بأنك على اطلاع ببواطن الأمور، وأن المسار الذي تسير عليه الأندية كله خطأ ويجب تغيير الأسلوب.
وهذه العبارة التي بالعنوان تتكرر منذ أن كنت في مرحلة العشرين من عمري وأنا أسمعها وأتوقع أنها سوف تستمر إلى بعد نشر المقالة إن الله أحيانا والظريف في الأمر أنني في ملتقى دارين الثقافي الجميل الذي نظمه مشكوراً النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية كنت أستمع إلى بعض الإخوة وهم يجلدون الأندية وأنها كلها شللية وأنها منغلقة على نفسها وأنها لا تفتح أبوابها لأحد ولا تسمح بالمشاركة والعديد من الاتهامات، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه أن من يتحدثون بهذا الأمر هم جالسون على منبر النادي الأدبي نفسه الذي يهاجمونه ويتهمونه بالانغلاق والشللية، ولا أعرف كيف يمكن الجمع بين هذا التناقض، فلو أن الأندية كما وصفوها من خلال أوراقهم وحديثهم لما دعاهم ولما قدمهم ولما أتاح لهم الظهور الإعلامي سواء المرئي أو المقروء أو حتى التواصل الاجتماعي خاصة أن الملتقى برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية وبحضور المشرف العام على الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام.. وبطبيعة الحال فقد تكفل النادي مشكوراً بالإقامة والإركاب فكيف يكون (منغلقاً) خاصة أن هناك العديد من المواضيع كانت تتحدث عن المؤسسات الأهلية الثقافية رغم أن ما نشاهده فقط صوالين خاصة وهناك فرق..
وبطبيعة الحال أن من يرغب في فتح منزله كصالون فهذا حقه ولا نستطيع أن نصادره ولكن من المؤلم أن تتهم الأندية بأنها منغلقة على نفسها ويتحدثون من على منابرها... وقد استوقفني أحد الأساتذة المتحدثين الذي كان يشيد بأحد الصالونات على أنها مركزاً ثقافياً شامخا كونه يقدم العشاء الفاخر.