سعيد الدحية الزهراني
الواقع الإعلامي الجديد فرض تحيات كبيرة أمام صانعي المحتوى ومقدمي الخدمة.. وبات مهمة الأداء الجديد تسير وفق نظام مؤسسي حتى إن لم يتجاوز عمر المهمة الإعلامية الأيام وربما لا نبالغ حين نقول الساعات فقط.. اليوم لم يعد خيار الظهور الإعلامي لإبراز مناسبة أو حدث ما عملاً تقليدياً يقوده مجموعة تذكرة العبور إليها هي أن تكون صحفياً.. فالعملية بأكملها لم تكن أكثر من فريق صحفي أعضاؤه ينتمون إلى مؤسسات صحفية يتم اختيارهم ضمن ما يسمى باللجنة الإعلامية وكل عضو ينشر عن هذه المناسبة أو الفعالية في صحيفته وقضي الأمر..
ومع بزوغ المرحلة الاتصالية الجديدة التي نجمت عن اندماج التقني بالإعلامي وظهور حقبة الإعلام الجديد القائم على الإفادة من التطبيقات الرقمية الاتصالية الجديدة.. أخذت أشكال التقديم والإبراز والظهور تتعدد وتتزايد وتتكامل لتحقيق هدف إثراء المشهد والمهتم والمحتمل والوصول إليه بمختلف الوسائل والطرائق والأدوات الحاملة للمحتوى..
اليوم لا يمكن أن تتخيل حدثاً جماهيرياً دون أن تسافر مضامينه عبر تطبيقات التقلي المشاهد والمسموع والمقروء والمرسوم والمصمم.. يحدث هذا وفق اشتغال جاد ومنظم يخطط أوقات الظهور ودرات التنامي والتصاعد وصولاً إلى مرحلة الذروة والإغراق تليها مراحل الرصد والتوثيق والقياس وتتبع ملامح الأثر.. ليرتسم عبر خط الإنتاج هذا شكل الأداء الإعلامي الجديد بات فيه الفعل الكتابي عبر منصات النشر المقروء فرعاً لا كلاً مثلما كان سابقاً ضمن منظومة عمل مؤسسي يرتهن إلى قيم التحدي والجودة والظهور الشامل..
الأجمل في هذا السياق النشط الذي بدأ مشكلاً «موجة صناعة المحتوى الإعلامي الجديد» أنه كوّن ملامحه وغرس أسسه جيل من الشباب والشابات الواعين بشروط التعاطي والملمين بفنيات الاستخدام والمدركين لنقاط التفوق والتفرد.. وباتت الجهات والمؤسسات في القطاعين الخاص والعام متيقنة من أهمية ما لديهم حين أخذوا الثقة أخذاً لا منحوها هبة..
لشباب وشابات وطننا الغالي التحية حين صنعوا التحدي.. وكسبوه..