د.عبدالعزيز الجار الله
لقاء ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بوفد كبار مشايخ القبائل اليمنية وشخصيات وأعيان المناطق والمحافظات اليمنية يوم الأربعاء الماضي بمدينة الرياض ليس مصالحة مع الأعداء، إنما تواصل وتوثيق الروابط بين مشايخ اليمن والرياض؛ فقد جاءت معظم أطياف الشعب اليمني لشكر السعودية حكومة وشعبًا على موقف السعودية في الحرب ضد الانقلابيين.
قال عنهم الأمير محمد: الأعداء. ولم يسمِّ الدول والجماعات؛ لأنه تجاوز المرحلة للنصر بإذن الله؛ فاليمن الحالي اجتمعت فيه عداوات حاقدة، أرادت تحويله إلى قاعدة خلفية في جنوب الجزيرة العربية لمهاجمة الأراضي السعودية، وتهديد دول الخليج العربي، والإطباق على الممرات المائية (مضيق هرمز في الخليج العربي، ومضيق باب المندب في البحر الأحمر)، وتجمعت فيها الأعداء، وهم: إيران، والجماعة الحوثية، وجيش علي عبدالله صالح، وحزب الله اللبناني، ومرتزقة من الحشد الشعبي العراقي، ومقاتلون من جيش سوريا الأسدية.. جميعهم أرادوا أن تكون صنعاء عاصمة للشيعة الانقلابية، وجبال صعدة منطلقًا للصواريخ على المدن السعودية، ورمال الربع الخالي للتسلل وإرسال الانتحاريين، وبحر الخليج وبحر عمان وبحر العرب ومياه البحر الأحمر لتهريب قطع السلاح والعتاد الحربي.. لكن الله أفشلهم، ورد كيدهم إلى نحرهم، وكسر شوكتهم.
خاطب الأمير محمد بن سلمان كبار وفد القبائل اليمنية بلغة الروح العربية الأبية والكريمة عندما قال: اليمن العمق الاستراتيجي للأمة العربية، اليمن هو عمق العرب، هو أساس وصلب العرب، وأكبر خطأ قام به العدو أنه يحاول المس بعمق وصلب العرب (اليمن الشقيق). بهذه العبارات لخَّص ولي ولي العهد الروابط التي حركت العرب، ومحاولة هدم الكيان العربي وتمزيق الخلية الأم الحاضنة للعروبة؛ لذا لم تتردد السعودية والتحالف العربي في إفشال خطة الأعداء التي ترمي إلى إذابة العروبة بالفارسية، وابتلاع أهل السنة والجماعة بالتشيع.
يأتي حديث الأمير محمد بن سلمان بعد أن أصبحت 80 % من أرض اليمن في قبضة الشرعية، ووقوف معظم قبائل وأعيان اليمن مع الحكومة الشرعية، وحماية المنافذ البحرية التي تأتي منها الأسلحة المهربة للجماعة الحوثية، التي قد توقفت، وتمت مراقبتها من قوات التحالف، والعالم الغربي يحاصر إيران التي خلقت هذه الفوضى في اليمن والخليج وسوريا؛ لذا تحدث بلغة المخطط الناجح الذي أفشل خطط الأعداء، وعزز موقفه الدولي، وجعل الجبهة الداخلية في اليمن تأتي لشكر بلادنا بأنها لم تتخلَّ عنهم، وأن عاصفة الحزم أدخلت الأعداء في الكهوف وصدوع الجبال وانحناءات رمال الربع الخالي، وأدخلت من هم خارج اليمن في الدهاليز المظلمة والتخبطات.