د. أحمد الفراج
من المسلم به علمياً أن الفيروس لا علاج له حتى الآن، وما يتم، سواء في علاج الإنفلونزا أو الإيدز، أو أي مرض فيروسي آخر، هو علاج الأعراض وحسب، فعندما يصرف لك الطبيب مضادا حيويا، فإنه يعالج البكتريا التي سببها الفيروس، وليس الفيروس ذاته، وهكذا هو الإنسان الحزبي، مثل أتباع الإسلام السياسي، اذ عندما يصاب الإنسان بفيروس الحزبية، فإنه لا طب له، ومهما بذل من جهد لمكافحته، فهذا الجهد هو لمكافحة الخطر الناجم جراء الإصابة بالفيروس الحزبي، أي البكتيريا الحزبية، مثل الميل للتطرف والإرهاب، وهذا ما يفسر التلون الذي يمارسه أتباع الإسلام السياسي من الحزبيين، فالواحد منهم يكمن فيروس الحزبية عنده وقت الخطر، تماما كما يكمن الفيروس المرضي عندما تهاجمه خلايا المناعة، ثم ينشط الفيروس، عندما تضعف المناعة، ويهاجم بشراسة قاتلة أحياناً.
أدعوكم أن تعودوا إلى التاريخ ، وتلاحظوا أوقات نشاط الفيروسات الحزبية، منذ أن صار هناك موطئ قدم للحزبيين في بلادنا، أي منذ نهاية السبعينات الميلادية، فهذا الفيروس نشط في أحلك أزمة مرت بها البلاد، أي عندما غزا صدام حسين الكويت، وهدد بغزو المملكة، فحينها، وعندما اقتضت الضرورة الاستعانة بقوات صديقة في المجهود الحربي، نشط الفيروس الحزبي، وبدأ يهاجم بشراسة، معتقدا أن الجسد الوطني في حالة ضعف، ثم عاد للكمون، بعدما انتهت الأزمة بانتصار ساحق ، وبعد أحداث سبتمبر في 2001، وعندما شعر الفيروس الحزبي أن الوطن في حالة ضعف، نتيجة تكالب أمم الأرض علينا، نشط هذا الفيروس، وأخذ على عاتقه مهاجمة أي حراك تنموي يخدم أبناء الوطن داخليا، ويرفع سمعته خارجيا، ثم كان النشاط الأبرز للفيروس الحزبي بعد التثوير « الأوبا-اخواني «، ولم يكمن من ذلك الحين.
كان المتلونون الحزبيون في حالة كمون، وما إن بدأ التثوير العربي، وشعروا أن الجسد الوطني في حالة ضعف أمام موجات التثوير، حتى نشطت فيروساتهم، وأخذت تهاجم جسد الوطن، بدءا من محاولة تعطيل الحراك التنموي، كبرنامج الابتعاث وعمل المرأة، وليس انتهاء بالعمالة لدول قريبة واقليمية، وها هم بعد وهم التثوير يكمنون مرة أخرى، ولكن لأن الكائن الحزبي انسان في منتهى الغباء، نتيجة لتعرضه للفيروس منذ أمد طويل، فلعلي أذكركم بنشاط فيروس أحدهم بعد حادثة الحرم المكي المأساوية قبل أكثر من عام، نتيجة لأحوال الطقس العنيفة، ووصف ما جرى بالمذبحة !!، والمقصد الخبيث بوصف ما جرى بالمذبحة هو محاولة إلصاق هذه الحادثة المأساوية في أطهر بقاع الأرض بما جرى في رابعة العدوية، بعد استعادة شعب وجيش مصر لبلادهم من تنظيم الإخوان، والتي يسميها الحزبيون بالمذبحة، وهو ربط يحمل كل معاني الخبث، والمكر، والدناءة، ولا يهمنا هذا الحزبي، بل يهمنا أن يعرف من يهمه الأمر أن التحزب عبارة عن «فيروس قاتل» لا علاج له، ومهما عولجت أعراضه، فإنه يكمن ويعود في حالات الضعف، فهل بعد كل ما فعله الحزبيون يمكن لأحد أن يتجاهل فيروساتهم القاتلة؟!!، نتمنى أن تكون الرسالة وصلت!.