د. عبدالواحد الحميد
عندما تحاول أن تدخل بسيارتك إلى موقف للسيارات ويخبرك الحارس أن الموقف ممتلئ ولا توجد إمكانية للدخول، سوف تبحث عن موقف آخر حتى تعثر على مكان لسيارتك، ولكن عندما تكون أحد ركاب رحلة الخطوط السعودية 1057 المتجهة من الرياض إلى جدة وتكون الطائرة على وشك الهبوط في المطار ثم فجأة يعلن قائد الطائرة للركاب بمكبر الصوت أنه ليس بإمكانه الهبوط بسبب عدم وجود موقف في المطار فسوف تظن للوهلة الأولى أن الكابتن يمزح، لكنك بعد ذلك مباشرة ستشعر بالقلق الشديد لأنك لا تدري هل سيكفي وقود الطائرة للوصول إلى أقرب موقف!
ما حدث ليس فيلماً كوميدياً، والكابتن لم يكن يمازح الركاب! فبكل بساطة، وعندما كان قائد الطائرة يهم بالهبوط، أخبره الفنيون في المطار أنه لا يمكنه الهبوط، وعليه إذن أن يتصرف، فليس هناك مواقف شاغرة في المطار.
أعتقد أن ما حدث يسيء لسمعة مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة. فالمطار، بوضعه الحالي ليس في وضع جيد، فما بالك عندما تحدث مثل هذه القصة!؟
مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة ليس مطاراً صغيراً هامشياً. إنه واجهة المملكة لملايين الحجاج والزوار والمعتمرين والمسافرين. كما أن جدة ليست مدينة هامشية صغيرة، فهي واحدة من أهم المدن في المملكة والخليج والعالم العربي، ولا يجوز أن تحدث مثل هذه الأمور التي تعطي انطباعاً غير حسن عن المطار والمدينة في زمنٍ صارت المطارات والمدن الخليجية في مقدمة مدن العالم من حيث التنظيم والتطور والحداثة.
في وقت لاحق، اعتذرت إدارة مطار الملك عبدالعزيز الدولي، وأوضحت أن "ضعف التنسيق المسبق بين المختصين في الخطوط السعودية وإدارة عمليات المطار" تسببت في ما حدث، وأنه "جار محاسبة المقصرين حسب الأنظمة المعمول بها".
لابد أن نقدر لإدارة المطار شجاعتها في الاعتذار للركاب ووعدها بمحاسبة المقصرين، لكن هذا لا يعفيها من المسؤولية عن وجود موظفين مقصرين إلى درجة أن طائرة على وشك الهبوط لا تجد موقفاً في المطار بسبب ضعف التنسيق. ونحمد الله أنه لم يترتب على التأخر في هبوط الطائرة مشكلات أكبر، واقتصرت المتاعب على تأخر الركاب عن مواعيدهم وشعورهم بالقلق والخوف.
مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة بحاجة ماسة إلى تسريع تطويره، وبعض التطوير قد لا يحتاج إلى ميزانيات بقدر ما يحتاج إلى تنظيم واستنساخ لأساليب الإدارة المعمول بها في المطارات العالمية الناجحة.