«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
الموقف الأهم الذي ساد العالم شعوباً وحكومات، عقب الهجوم الكيماوي البشع على بلدة «خان شيخون» بريف أدلب السورية كان موقفاً إيجابياً. فالمشاهد الحزينة والبشعة التي شاهدها العالم كل العالم ومازالت الصور المروعة تنشر هنا وهناك أثارت حفيظة وتعاطف الجميع.. بل راحت مختلف الدول تدين وتستنكر هذه الوحشية واللاإنسانية التي أقدم عليها النظام السوري الهمجي بقصفه وبالغازات السامة مواطنين أبرياء وعزل بينهم عشرات الأطفال مما أدى إلى مقتل 100 شخص وإصابة آخرين في هجوم وحشي لا مبرر له مهما كانت التعليلات والتبريرات أو حتى الهروب من حقيقة ما وقع وما ارتكب في حق المدنيين العزل.. ورغم ما أعلنه النظام أن ما حدث من قصف ليس له علاقة به. لكن جميع المؤشرات والحقائق تؤكد وحشيته وجريمته البشعة.. التي سوف يذكرها التاريخ ويلعنه اللاعنون؟!. فلقد أفردت مختلف الصحف العالمية والمحلية والعربية تغطيات مصورة عن هذه المجزرة، والتي أعادت إلى الذاكرة ما حدث من جرائم ممائلة في غوطة دمشق قبل سنوات وفي محافظات أخرى، وأيا كان تبرير النظام السوري في كبحه لمقاومة أبناء شعبه الذين ينشدون نظاماً عادلاً بعيداً عن الاستبداد مطالبين بالحرية والعدالة. فما أقدم عليه من أسلوب همجي وحشي ينم عن نظام مريض «نيرونيا» لا يرى إلا نفسه وأعوانه وفي ذات الوقت ينم عن جهل بالإنسانية وعدم اهتمامه وتقديره لأرواح الأبرياء من الشعب السوري المظلوم. فهذا النظام الدكتاتوري كشف عن سوءاته أمام العالم ويوماً بعد يوم يكشف المزيد.. المزيد ويقدم من الجرائم والوحشية كل جديد؛ من بشاعة القتل والتعذيب في السجون وحتى في المستشفيات. ولقد كشفت الأيام قبوراً جماعية لمئات من ضحايا التعذيب الذين وقعوا تحت إرادة شبيحة النظام ورجاله المجرمين؟!.. إن العالم اليوم وهو يندد بهجوم الأسلحة الكيماوية التي شنها نظام الأسد من خلال طائراته على «خان شيخون» إنما يردد ما يشعر به كل إنسان في هذا العالم وهو يشاهد بشاعة المنظر. أبرياء عزل يقتلون وبينهم أطفال كانت نظراتهم البائسة واليائسة واليابسة تنظر للسماء في صمت الموت.. ولسان حالها يردد. أنت تشاهد يالله. ما فعله بنا عدو الله.؟!. ولن أزيد.