سعد الدوسري
بعد أن شغلت قضية «معنفة سكاكا» الرأي العام، تم التحفظ على المعنف من قبل فريق الحماية الاجتماعية، وسيتم اتخاذ الإجراءات النظامية بحقه، وفق نظام الحماية من الإيذاء. وهذا النظام مغيب إعلامياً، وقد لا يعرف عنه سوى العاملين في مجال التنمية الاجتماعية. وربما لهذا السبب، لا يعرف الكثيرون الفارق بين التربية وبين التعنيف.
يذكر لي أحد الأصدقاء، أنه كان في مطعم باريسي للوجبات السريعة، والتي غالباً ما تكون مزدحمة بصفوف من الناس. وكان يصطحب معه ابنه البالغ من العمر تسع سنوات. ولما جاءهما الدور، أخذ ابنه يقرأ القائمة المصورة على الجدار، دون أن يحدد ما يريده. ولأن الأب لا يريد أن يعطل من خلفه، أو يعطل السيدة مسؤولة الطلبيات، طلب من ابنه الإسراع بتحديد ما يريد، باستخدام العين الحمراء وتكشيرة الوجه التقليدية. السيدة انتبهت للأب، وأغرقته بسيل ساخن من الاحتجاج، وهددته بطلب الشرطة إن هو حاول أن يضايق ابنه، قبل أن ينهي اختياره للطعام.
من شاهد الصور التي تم نشرها لمعنفة سكاكا، وقبلها لمعنفات ولمعنفين لا حصر لهم، سيقول بأن من قاموا بالتعنيف، ليسوا من سلالة البشر، وقد تكون الحيوانات المفترسة أكثر رأفة منهم. ومثل هؤلاء، ومن يفكر بنفس نمط تفكيرهم، لن تردعهم المواعظ والأحاديث. لن يوقفهم عند حدودهم، سوى التشهير بهم، وبالعقاب الصارم الذي يجب أن ينالوه.