إبراهيم عبدالله العمار
قال لي أحدهم وهو يقارن بين أشهر مطعم سريع (وذلك بين فروعه في المملكة وفروعه في أمريكا): «مذاقه هناك أفضل من هنا». ليته قرأ كتاب «أمة الطعام السريع» للكاتب إريك شلوسر، وهو كتاب مبهر، وثق فيه الكاتب مصائب وأهوالاً تفعلها شركات الطعام السريع الأمريكية. وخذوا هذا المثال: حيوانات المطاعم السريعة تعيش في أقذر بيئات، وبلا ضوابط صحية. كانوا يطعمون أبقارهم جيف الكلاب والقطط وحتى البقر، وهذا ما نشر مرض جنون البقر، إلى أن منعت الحكومة الأمريكية هذا الشيء، ولكن متى منعوه؟ فقط في عام 1997م! لكن إلى اليوم وهم يسمحون للمطاعم السريعة بأن تغذي أبقارها بالجيف الميتة للخيول والدجاج وحتى الخنازير.
هذه قد تجدها في المطاعم السريعة حول العالم، لكنها أسوأ 10 مرات في أمريكا كما يقول شلوسر؛ إذ تمتلئ بالعاملين المعدمين من المكسيك وغيرها من الدول الفقيرة الذين يجهلون طرق التعقيم والنظافة، وحيث النفوذ العظيم للشركات التي تسيطر على السياسيين الأمريكان مما أدى بعد الضغوط و(الرشوات المسموح بها قانونيًّا) إلى تقليل الرقابة الحكومية على الأطعمة التي تستخدمها المطاعم السريعة.. وطرق الذبح ملوثة وخطرة بسبب الكثرة العظيمة للحيوانات التي يذبحونها كل يوم. تستطيع الحكومة الأمريكية أن تطلب من شركات السيارات والألعاب أن تسحب منتجاتها من الأسواق إذا كان فيها مشاكل أو أخطار تضر المستخدم، ولكن لا يستطيعون هذا مع شركات اللحوم التي لها نفوذ سياسي ومالي عظيم، بل حتى القضاء معهم! فقانونيًّا المطاعم السريعة ليست ملزمة بأن تسحب منتجاتها من الأسواق في العلن، بل تفعل ذلك سرًّا. التحالف بين حزب الجمهوريين في الحكومة والشركات أعاق محاولات تنظيم (الصناعة اللحومية) والحد من مخاطرها. بعض المطاعم لما اكتشفت أن لحومها معبأة بالأمراض القاتلة لم يعرف أي شخص بذلك إلا مصادفة لما رأى الناس شاحنات شركة اللحم عند فروع المطاعم وهي تعيد اللحوم داخل الشاحنات، وبعد التدقيق والبحث عرف الناس ما حدث، وإلا فالقانون لا يلزمهم بأن يعلنوا ذلك!
احذر المطاعم السريعة دائمًا، خاصة إذا كنت هناك. صحتك لا تستحق المخاطرة.