د. خيرية السقاف
الأيام تعيد الشريط من جديد
كلما نسي المنتعل أو تناسى
شقت عن قدمه الخامة ولسعت!!..
الأيام تُطوى..
أي نعم تطوى في مخيلته
تقرب لنهاياتها خارج كرة رأسه
أبعد مما في كرته هذه!
قدرته أن يرى في إطار ما تحمله كتفاه!!
يدرك ما في مرمى عينيه
وهي كالسيل الجارف
في الحقيقة أن الماشي على قدميه لا يعرفها إلا
كظاهر نور الصبح الذي يراه
لا كخفيِّ ولوج هذا النهار في الليل
فالحيلة ليست بوصلته, ولا مقوده!!
ينوح كحادي العيس في الليلة المظلمة!!..
والأيام تكرر الصور ..
ما يستذكر منها يتمخض يحلله
ما يجهل فيها يجتهد يتخرَّصه
وما يشاهده جملة, وتفصيلا يراوغ في الماء!!
بين ماء الأيام, ونارها, ونورها, وهوائها
في زوايا الحلبة «يتنطط» محترفا
على ثغرها قرب المتفرجين يتماهى مهرِّجا
فوق الحبال المعلّقة بهلوانا مدهشا
لاعب خفة بالماء, والنار
بالنور, والهواء
يتذاكى في الأدوار
بيد أن الأيام ترصده
كلما تناسى, تدير له الدواليب بالصوت, بالصورة
بالرماد, بالأصداء, بحطب الأشجار
بالكؤوس الفارغة من الحساء
بالأطباق المهشمة على الأرصفة
وبالمتسكعين بتاريخهم!!
تمرر عليه التفاصيل التي مضت
تؤتي منه الجياع لقمة صبر
وتبدأ في الرصد من ثمَّ ولا تتقاعس!!..
* * *
المسرح مشرع يمتد يا سادة
والأيام لا يحصدها كامن في الرأس
ولا تبلغها قدم في حذاء
ولا حافية في عراء !!............