د. ناهد باشطح
فاصلة:
(الحق كالنار عندما نحاول تغطيته يحترق)
حكمة عالمية
«ريان عادل» مهندس شبكات، خريج جامعة الملك عبدالعزيز.
قرأت له حواراً جميلاً في موقع شبكة الصحفيين الدوليين.
هذا المهندس بوعيه استطاع أن يؤسس حساباً خاصاً بدحض الإشاعات وإعلان المعلومة الصحيحة.
كانت بداية مشروعه غير الربحي مع إطلاق هاشتاق يسمى #لا_للإشاعات، وهو عبارة عن اجتهاد شخصي منه لانزعاجه من نشر صور مزيفة نُشرت حول قضية مسلمي بورما، وبدأ العمل عليه من خلال حسابه الشخصي.
وعندما لقي إقبال المشاركين عليه، قررّ «ريان» أن يحول حسابه الشخصي إلى حساب في تويتر وعنونه بـ«هيئة مكافحة الشائعات» no_rumors@، ويحظى حتى الآن بمتابعة أكثر من 749 ألف مستخدم على تويتر.
هدف هذا المشروع إحداث التغيير من خلال سدّ الثغرة الموجودة بين المجتمع والخبر الحقيقي.
وكعادة المشاريع العظيمة فإنها تبدأ بفكرة ربما لا يلتفت إليها أحد ثم يحدث العجب كما حدث مع مبادرة ريان عادل لينضمّ إليه أكثر من مصدر في أكثر من دولة عربية، وهو متوفّر على معظم شبكات التواصل وليس على تويتر فقط.
مبادرة المهندس «ريان» بقدر ما أسعدتني أن الذي ابتكرها وأطلقها شاب سعودي جعلتني أتساءل عن الصحافيين الشباب أين مبادراتهم؟
الصحافة الورقية اليوم تعاني أزمة مالية تلقي بظلالها على التحرير، والصحافة الإلكترونية تعاني الفوضى، وحينما أناقش الشباب الصحافيين أراهم متحمسين لكنهم بحاجة إلى توجيه، وهو دورنا كجيل سبقهم في العمل، لكن الفردية لا تنتج ما ينتجه العمل المؤسساتي.
لن أفقد تفاؤلي في جيل الشباب ولن أفقد إيماني بمهنة رسالتها التنوير.
لن أفقد إيماني حتى لو ظللت كما أنا منذ ثلاثة عقود - حينما يهاجم المثقفون الصحافيين ويذكرون لي أمثلة من التعامل غير المهني الذي واجهوه - أدافع عن مهنة الصحافة وأبرر بأنها مهنة جديدة في مجتمعنا قياساً بمجتمعات أخرى، مع أن عدداً من رموز الإعلام في العالم العربي هم من هنا.. من السعودية، وأيضاً وسائل الإعلام العربي المرئي ملاكها سعوديون، وكثير من شبابنا مبدع لكنه لم يجد فرصته بعد.
لن أفقد إيماني ما دام انطلقنا في عالم فضائي واسع وسأنتظر أي مبادرة شبابية من الصحافيين لتنوير مجتمعهم دون انتظار تحرك المؤسسات المعنية، فالصحافة كانت السلطة الرابعة لكنها اليوم بفعل التقنية تضاعف تأثيرها على تنمية المجتمعات، ولربما أصبحت السلطة الضابطة عوضاً عن مؤسسات التنشئة الاجتماعية.